منتديات الحجاز الثقافية ( ثقافية - تاريخية - أجتماعية ) -  alhjaz  forums of cultural

منتديات الحجاز الثقافية ( ثقافية - تاريخية - أجتماعية ) - alhjaz forums of cultural (http://www.alhjaz.info/index.php)
-   السيرة النبوية (http://www.alhjaz.info/forumdisplay.php?f=81)
-   -   حكم سب السيدة عائشة رضي الله عنها (http://www.alhjaz.info/showthread.php?t=27311)

بن غازي 18-09-2010 06:51 AM

حكم سب السيدة عائشة رضي الله عنها
 
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ورضي الله عن أزواج رسول الله الطاهرات أمهات المؤمنين .

وبعد؛ فهذا أسطر جمعتها من النصوص الشرعية وأقوال السادة العلماء في حكم من تعرض للسيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها بسبها أو قذفها، رداً على من قال بعدم كفر من سبها أو قذفها، محاولاً بذلك التزلف للروافض، إما طمعاً في شيء مما بأيديهم من حطام الدنيا، أو ادعاء بمحبة آل البيت عند نفر آخر، أو يكون من دعاة التقريب بين السنة والروافض منافقي هذه الأمة.

وكل هؤلاء إما جاهل بحقيقة هؤلاء، أو جاهل بالحكم الشرعي ، أو محب للدنيا باع دينه بدنيا غيره ، ولو تمعن في النصوص الشرعية، على بساط الخوف من الله تعالى لما فاه ولا اعتقد هذه العقيدة الممسوخة، التي جعلها الله تعالى شعاراً للمنافقين قديماً وحديثاً .

وأبدأ الأدلة بالآيات القرآنية؛
قوله تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (التوبة:61) .
وقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا (الأحزاب:57) .

والذي يسب السيدة عائشة رضي الله عنها هو مؤذ للنبي صلى الله عليه وسلم، فهي الصديقة بنت الصديق، فقد سئل عليه الصلاة والسلام كما في صحيح ابن حبان (16 / 40) عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيْكَ ؟ قَالَ : عَائِشَةُ ، قِيلَ لَهُ : لَيْسَ عَنْ أَهْلِكِ نَسْأَلُكَ ، قَالَ : فَأَبُوهَا.
لذلك من آذى نبي الله تعالى في أحب الناس إليه فقد آذاه ، ومن آذاه فقد آذى الله، ومن آذى الله تعالى يوشك أن يأخذه .

جاء في صحيح البخاري (3 / 229) في ذكر حادثة الإفك؛ وفيه : فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ يَوْمِهِ فَاسْتَعْذَرَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : مَنْ يَعْذِرُنِي مِنْ رَجُلٍ بَلَغَنِي أَذَاهُ فِي أَهْلِي فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي إِلاَّ خَيْرًا، وَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلاً مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ إِلاَّ خَيْرًا، وَمَا كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِي إِلاَّ مَعِي، فَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ أَنَا وَاللَّهِ أَعْذِرُكَ مِنْه، إِنْ كَانَ مِنَ الأَوْسِ ضَرَبْنَا عُنُقَه، وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا مِنَ الْخَزْرَجِ أَمَرْتَنَا فَفَعَلْنَا فِيهِ أَمْرَك، فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَهُوَ سَيِّدُ الْخَزْرَجِ ، وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ رَجُلاً صَالِحًا وَلَكِنِ احْتَمَلَتْهُ الْحَمِيَّةُ فَقَال: كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللهِ لاَ تَقْتُلُهُ ، وَلاَ تَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ فَقَامَ أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ فَقَال: كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللهِ ، وَاللَّهِ لَنَقْتُلَنَّهُ فَإِنَّكَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ ، عَنِ الْمُنَافِقِينَ...

الشاهد في الحديث؛

01 قول النبي صلى الله عليه وسلم: مَنْ يَعْذِرُنِي مِنْ رَجُلٍ بَلَغَنِي أَذَاهُ فِي أَهْلِي، وهو عبد الله بن أبي بن سلول زعيم المنافقين، وهذه شهادة من النبي صلى الله عليه وسلم فيه أنه آذاه بقوله الإفك على السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها .
02 اعتراف الصحابة بأن من تكلم في حق أم المؤمنين هو منافق، ومن جادل عنه فهو منافق أيضا، استناداً الى قول سيدنا أسيد بن حضير رضي الله عنه: فإنك منافق تجادل عن المنافقين.
03 شهادة النبي صلى الله عليه وسلم للسيدة عائشة بقوله: والله ما علمت على أعلي إلا خيرا.

لذا من سب أو قذف أم المؤمنين فهو منافق .

قوله تعالى: الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (النور:26)

الشاهد في الآية الشريفة؛
01 أن الخبيث لا يتزوج إلا خبيثة مثله .
ومعلوم قطعا أن النبي صلى الله عليه وسلم أطيب من كل طيب، وأطيب شخصية في المخلوقات كلها، فلن يهبه الله تعالى إلا ما كان طيباً، يصدقه: والطيبات للطيبين .

02 قوله تعالى: والطيبات ... إشارة الى السيدة عائشة رضي الله عنها، فهي طيبة ابنة طيب وزوج طيب ، ومن قال غير هذا فقد رد على الله تعالى .

03 قوله تعالى: أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ... إشارة الى السيدة عائشة وسيدنا صفوان بن المعطل رضي الله عن الجميع، وهم بريئون مما رماهم به المنافقون ... ومن رماهم بعد صيانة الله تعالى لهم فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم .

قوله تعالى: يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (النور: 17) .
الشاهد في الآية؛ وعيد من الله تعالى لكافة المؤمنين، الذين آمنوا بالله ورسوله أن لا يعودوا الى مثل هذه المقولة .

قوله تعالى: إن كنتم مؤمنين، أي أن من آمن بالله تعالى لن يعود لمثل هذا الحديث، ولن يعود لمثله رجل مؤمن أبدا ، بل هو منافق، كافر في ثوب مسلم .


هذه آيات قرآنية محكمة بينت أنه لا يجوز بحال قذف واحدة من أمهات المؤمنين لأنهن طيبات، والله تعالى يقول: والطيبات للطيبين، .

وإن ذلك فيه إذاية للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد حرم الله على الأمة أذيته صلى الله عليه وسلم بقوله: وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّه (الأحزاب: 53 ) .

قال القاضي أبو يعلى: من قذف السيدة عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه كفر بلا خلاف .

وقد حكى الإجماع على هذا غير واحد ، فقد روي عن الإمام مالك: من سب أبا بكر جُلد، ومن سب عائشة قُتل،
قيل له: لـمَ ؟ قال: من رماها فقد خالف القرآن .
المحلى لابن حزم: (11/414) .

وقال ابن شعبان في روايته عن مالك: لأن الله تعالى يقول: يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين .
الشفا: (2/1109) .

قال ابن كثير: وقد أجمع العلماء، رحمهم الله، قاطبة على أن مَنْ سَبَّها بعد هذا ورماها بما رماها به بعد هذا لذي ذكر في هذه الآية، فإنه كافر؛ لأنه معاند للقرآن.
وفي بقية أمهات المؤمنين قولان: أصحهما أنهن كهي، والله أعلم.

ثم قال تعالى: { يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا } أي: ينهاكم الله متوعِّدًا أن يقع منكم ما يشبه هذا أبدًا، أي: فيما يستقبل. فلهذا قال: { إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } أي: إن كنتم تؤمنون بالله وشرعه، وتعظمون رسوله صلى الله عليه وسلم، فأما من كان متصفا بالكفر فذاك له حكم آخر.
تفسير ابن كثير (3/276) .

قال ابن حزم في المحلى (11 / 415) :
قول مالك ها هنا صحيح , وهي ردة تامة , وتكذيب لله تعالى في قطعه ببراءتها .
وكذلك القول سائر أمهات المؤمنين , ولا فرق، لأن الله تعالى يقول: {الطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرءون مما يقولون} فكلهن مبرآت من قول إفك - والحمد لله رب العالمين .

قال التاج السبكي: وحكى أبو الحسن الصفلي أن ابا بكر ابن الطيب قال: إن الله تعالى إذا ذكر في القرآن ما نسبه إليه المشركون سبح نفسه، كقوله: وقالوا اتخذ الله ولداً سبحانه (البقرة: 116) ، وذكر الله تعالى ما نسبه المنافقون الى السيدة عائشة فقال: ولولا إذ سمعتموه قلتم: ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك ...(النور: 16) سبح نفسه في تنويهها من السوء ، وهذا يشهد لقول مالك، ومعنى هذا أن الله تعالى لما عظّم سبها ، وكان سبها سباً لنبيه، وقرن سب نبيه وأذاه بأذاه تعالى، وكان حُكم مؤذيه تعالى القتل، كان مؤذي نبيه صلى الله عليه وسلم كذلك .
السيف المسلول على من سب الرسول ص 417، تحقيق إياد الغوج .


من ق و ل

الياسمين 19-09-2010 05:10 AM

رضي الله عنها وأرضاها
جزاكم الله خير اخي الكريم
حفظكم المولى

جاسم احمد الهيل 12-10-2010 05:06 PM

يعطيك العافية

الجوريه 13-10-2010 06:41 PM

جزاكم الله جنته ورضوانه
بارك الله فيكم اخي الفاضل

إيمان المدينة 13-10-2010 10:25 PM

حسبنا الله ونعم الوكيل

بكل من يتجرء على امنا وام جميع المسلمين

عائشه رضي الله عنها


جزاك الله خيرا لما قدمت لنا أخى الفاضل

القوه 14-10-2010 12:45 PM

الله المستعان


الساعة الآن 12:31 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
All Rights Reserved Alhjaz forums © 2006 - 2020