عرض مشاركة واحدة
قديم 11-05-2006, 08:17 PM   #17
العــــــمدهـ
المـديـــر العــام
عمـــدة المـنتـدي
عضو مؤسس
 
الصورة الرمزية العــــــمدهـ
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
الدولة: Wolverhampton
المشاركات: 2,001
معدل تقييم المستوى: 24
العــــــمدهـ رائعالعــــــمدهـ رائع
افتراضي مشاركة: رحلتي إلى النور (الجزء الثاني)

كما ذكرت سابقا مرت علي فترة من الهدوء من قبل صاحبنا العتيد!!
ولكنه لم يصبر ولم يطق الانتظار حيث ظن ذلك المسكين أن البساط
سيسحب أو كاد أن يسحب من تحته وما درى أن شيخنا
قلبه سيسع الجميع لو كنا نعقل أو نرشد!!
فاجأني ذات مرة أن لحقني وأنا خارج من المسجد ونادى علي!!
فالتفت إليه .. فما صدقت نظري ؟؟
انه صاحبي ذاته؟؟
ابتسم في وجهي ابتسامة لا أكاد أميزها!!
وقال لي : كيف أحوالك وما هي أخبارك؟؟
فقلت ك أنا بخير حال والحمد لله ...
لم يطل الحديث معي بل كان يريد أن يعطيني انطباعا معينا ونجح فيه!!
لمن يفهم ما اعنيه!!
انصرف فبقيت واقفا حائرا لا اصدق ما جرى..
هل من المعقول أن الرجل عاد لرشده ؟؟
قلت في نفسي: لا يستغرب ذلك من طالب علم في مثل مستواه ..
يعلم الله تعالى شدة فرحي بما حصل واستبشاري بذلك..
وظننت أن ذلك هو نهاية تلك المآسي التي لا تليق بطلبة العلم
خصوصا على سمعة شيخنا رحمه الله..
في اليوم التالي بادرته أنا بالسلام في صلاتي الفجر والظهر..
كان قصدي أن استوثق من الرجل هل ما فعله حقيقة أم أنه كيد ؟؟
جاءني بعد صلاة العصر وقال لي: هل ممكن ترافقني لفنجان قهوة في
بيتي؟؟
قلت : لدي برنامج مع الشيخ...
ولكن لأجلك سأذهب معك!!
ركبت معه على سيارته ..
وأنا فرح بهذا التقدم الغير متوقع!!
وقطعنا الطريق لبيته الواقع في أطراف عنيزة..
كان يتحدث ويتبسط في الكلام ويبتسم ويظهر السرور والفرح..
مما زاد وثوقي واطمئناني..
وما كنت أعلم أنني كالشاة تسقى وتطعم العلف وهي تساق لسكين
الجزار !!
وصلت لبيته ، وهو منزل عائلته وكان شبه خال !!
دخلنا المجلس ..
ولم يقدم لي القهوة والشاي كما هي العادة بل تحول الحديث بشكل
مفاجئ..لتحقيق وتدقيق ..!!
ولكنه كان من النوع الهادئ ولم يكن عاصفا أو مدويا!!
ولم أفهمه أنه كذلك إلا حينما قال لي :
أريدك أن تفرغ كل مافي جيبك من أوراق !!
قلت له : لماذا ؟؟
قال: أفعل ما أطلبه منك !!
أخرجت ما في جيبي من أوراق فبعثرها وفتش فيها ودقق
فقال : أخرج كل مافي جيبك ؟؟
فقلت : لا يوجد شيء سوى مناديل وأقلام..؟؟
قال : أخرجها!!
أخرجتها حتى لم أترك شيئا في جيبي!!
لم افطن لمقصده حينها!!
__________________


تـَوَكـّلـْتُ في رزقي على الله خـَالـقـِي وأيـْقــَـنـْتُ أنَّ الله لا شـَـكَّ
رَازقـِي

ومَا يـَكُ مـِنْ رزقٍ فـَليْسَ يـَفـُوتـُني ولوْ كـانَ في قاعِ البـِحَار
الـعـَوامـِق ِ

سـَيأتـي بـِه ِالله العـَظــيــمُ بـِفـَضْـلِه ولوْ لمْ يـَكـُنْ مِـنّي اللـسَـانُ
بـِنـَاطـِق ِ
العــــــمدهـ غير متصل   رد مع اقتباس