عرض مشاركة واحدة
قديم 27-01-2010, 09:26 AM   #9
العــــــمدهـ
المـديـــر العــام
عمـــدة المـنتـدي
عضو مؤسس
 
الصورة الرمزية العــــــمدهـ
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
الدولة: Wolverhampton
المشاركات: 2,001
معدل تقييم المستوى: 24
العــــــمدهـ رائعالعــــــمدهـ رائع
افتراضي

وحينما رأى العسكر ورجال الحسبة الواقفين حول القبر الشيخ..
طلبوا منا أن نمر من فوق الدرابزين المحيط بالقبر..
فهو أسهل علينا وحتى نسلم من الزحام..
فتقدم شيخنا وكنت بجواره وسلم على رسول الله قائلا:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يارسول الله ..
نشهد أنك بلغت الرسالة وأديت الأمانة ونصحت للأمة وجاهدت في الله حق
جهاده حتى أتاك اليقين ..
ثم مر من أمام قبري صاحبيه وسلم عليهما رضي الله عنهما ..
فأردنا الانصراف والنزول ..
ولكن الحشود التي حول القبر كان لها رأي آخر..!!
فوجه شيخنا المضيء .. وشكله المميز واهتمام الحرس به ..
لفت نظرهم فكأنهم قالوا : هذا ولي من الأولياء !!
فتقاذفوا للسلام على شيخنا والتبرك به!! ..
فكانوا يمدون أيديهم لمصافحته ..
وبعفوية وطيب نفس مد شيخنا يده للسلام عليهم ومصافحتهم وليته لم يفعل!!
فقد تدافعت الجموع وعلا بعضهم فوق بعض!!
ولم يكتف بعضهم بالسلام..
بل صاروا يتمسحون بيد الشيخ على الوجه والجبهة..
وسحب شيخنا وسط الجموع وسقطت غترته وعباءته عن ظهره ..!!
ولقد رأيت أحدهم يمسك يد شيخنا فمسح بها من رأسه وحتى قدميه !!
وشيخنا الضعيف النحيل لم يقدر على الفكاك منهم ..
وكان يعلو ويخفق وكادت ذراعه أن تخلع ..
فتزاحم العسكر ودفعوا الناس والجهالة ..
وفك شيخنا وبالكاد !!
ولا أظنه عاد لها من بعد أبدا!!
روى لنا الشيخ محمد السبيل إمام الحرم في إحدى الجلسات في بيته بحضور
شيخنا رحمه الله ..
أنه في إحدى سفراته لدولة الباكستان .. بصفته إماما للحرم الشريف..
احتفي به احتفاء كبيرا وأكرم من الحكومة والشعب غاية الإكرام..
وطلب منه التنقل بين الولايات الباكستانية لزيارة الناس والإطلاع على أحوال
المسلمين .. فوافق الشيخ وكانت وسيلة التنقل هي القطار!!
وبينما هم يسيرون ويمتعون نظرهم بين الوديان الجميلة والمناظر الخلابة
البهيجة ..
إذ فجأة توقف القطار!!
فظنوا أن هناك عطلا ما !!
وقريبا سيستأنفون المسير..
ولكن التوقف طال و استمر لساعات !!
ولم يكن الشيخ السبيل ورفقاؤه يعرفون السبب ..
وبعد مرور وقت طويل من الانتظار وشعور الشيخ ومرافقيه بالملل..
جاء ه عدد من المسئولين الباكستانيين ممن يشرف على تنظيم تنقل الشيخ
ومعهم الترجمان ..وعلى وجوههم العبوس والضيق !!
فقال الشيخ : ما القصة؟؟
فتكلم قائدهم وكان مطأطأ الرأس من الخجل وقال :ياشيخ محمد هناك مجموعة
من القرويين ممن ويعيش في القرى حول طريق القطار
قد ربطت نفسها بالحبال على سكة الحديد !!
وأقسمت أنها لن تتحرك حتى تموت !!
أو تنزل أنت للسلام عليهم ..
ولقد باءت كل محاولتنا لثنيهم بالفشل وأكدنا لهم بالأيمان المغلظة
أن برنامجكم محدد ولديكم..
مشوار طويل واحتفالات في المدن وهم في الانتظار..
والوقت غير مناسب .. ولعل ذلك يكون في زيارات أخرى
فرفضوا ولم يقتنعوا..
وقالوا : أين نجد شرفا كهذا الشرف ؟؟
كالسلام على إمام الحرم الشريف..!!
فتعجب الشيخ السبيل من إصرارهم وحتى لو على موتهم وتقطيع أجسادهم!!
وقال : إذا لا بأس سأنزل للسلام عليهم..
فقالوا : ياشيخ محمد نحن نخاف عليك .. ونخشى عليك الغوائل!!
فهؤلاء فيهم الهمج والرعاع وقد يفعلون أمورا ويتصرفون تصرفات
غير حميدة و غير متوقعة !!
ولو سمع الناس بفعلتهم لأوقفتنا القرى طوال الطريق..
ولكن الرأي أن تبقى أنت في القطار ونفتح لك النافذة
ويحضرون هم للسلام عليك..
فقال الشيخ : لا بأس فليحضروا..
فجاء الناس وكان عددهم هائلا..
وتوافدوا من الوديان والشعاب ..
فتجمعوا للسلام على إمام الحرم ..
فلا تسل عمن صافح و وعمن قبل وعانق وبكى من الفرح ..
حتى كاد الشيخ أن يختنق من كثرتهم وتجمهرهم عليه !!
وهو ذو البنية الضعيفة والسن الكبير والجسم القصير حفظه الله ورعاه..
ولقد ذكر الشيخ السد يس تعليقا على كلام الشيخ السبيل أنه في إحدى زياراته
فقد عباءته حيث نزعت منه بالقوة !!
ومزقت ووزعت خيوطها بين القبائل وبيعت بأعلى الأثمان!!
أذكر مرة أن الناس اجتمعت على الشيخ كعادتهم بعد صلاة العصر
فلفت اجتماع الناس فضول المعتمرين فجاءت مجموعة أظنها من شمال أفريقي
فقال لي أحدهم : من هذا ؟؟
فقلت لهم : هذا أحد العلماء والناس تسلم عليه..
فقال : ما اسمه؟؟
فقلت : اسمه الشيخ محمد بن عثيمين..
فسمعته يقول لأصحابه وهو منصرف: هذا الشيخ اسمه ابن تيمية!!
ومرة كنا خارجين من الحرم ..
وركب الشيخ السيارة ..
وكان يقرأ ورقات بين يديه ..
فمدت له يد من خارج نافذة السيارة ..
ولم يلتفت الشيخ جيدا لمن يصافحه ..
وحينما لمست يده يد المصافح ..
صرخت أنا بها !!
فقد كانت امرأة من المعتمرات ..!!
جاءت للسلام على الشيخ حينما رأت الزحام عليه..
فالتفت الشيخ وضحك من ذلك ..
ولم يلحظ أحد ذلك سوانا وإلا لقيل ابن عثيمين يصافح النساء!!
وحاشاه رحمه الله..


له بقيه
__________________


تـَوَكـّلـْتُ في رزقي على الله خـَالـقـِي وأيـْقــَـنـْتُ أنَّ الله لا شـَـكَّ
رَازقـِي

ومَا يـَكُ مـِنْ رزقٍ فـَليْسَ يـَفـُوتـُني ولوْ كـانَ في قاعِ البـِحَار
الـعـَوامـِق ِ

سـَيأتـي بـِه ِالله العـَظــيــمُ بـِفـَضْـلِه ولوْ لمْ يـَكـُنْ مِـنّي اللـسَـانُ
بـِنـَاطـِق ِ
العــــــمدهـ غير متصل   رد مع اقتباس