مشاركة: رحلتي إلى النور (الجزء الثاني)
الحلقة الرابعة والأربعون
بعد أن أكمل شيخنا دراسته في المعهد العلمي في الرياض..
رجع لموطنه عنيزة ..
ومكث في هذه المدينة الهادئة الوديعة طوال حياته..
وحينما افتتح المعهد العلمي في عنيزة عين شيخنا مدرسا فيه..
وأكمل دراسته بالانتساب في كلية الشريعة في الرياض..
أصيب الشيخ ابن سعدي بعارض صحي فسافر للعلاج إلى لبنان..
فتعافى .. ولكن المرض عاد له بعد فترة من الزمن..
فأرسلت طائرة الإخلاء لنقله فتوفي قبل أن ينقل للرياض..
وذلك في عام 1376 للهجرة..
واحتار الناس فيمن يخلف الشيخ ابن سعدي في الإمامة في الجامع الكبير والخطابة والتدريس في حلق المسجد..
ووقع اختيار عدد من الوجهاء على الشيخ محمد ..
رغم أنه لم يكن أكبر الطلبة سنا أو أقدمهم في حلقة الشيخ ابن سعدي..
وتبين للناس بعد حين أن اختيارهم لشيخنا كان توفيقا وتسديدا من الله تعالى ..
سبب موت العلامة الفقيه ابن سعدي رحمه الله فراغا في التعليم
الشرعي ، ولكن لم يطل الوقت حتى سد شيخنا مسده بل كاد يجاوز شيخه أو قد فعل!!
سلك شيخنا أسلوب الشيخ ابن سعدي في الإلقاء حيث التبسيط والتركيز على الكيف لا الكم..
والعجب من بعض طلبة العلم في زماننا هذا ..
ترى الواحد منهم يسوق في الدقيقة الواحدة كما كبيرا من المسائل والنقولات ولا يكاد يستوعب الطلبة من أستاذهم سوى النزر اليسير من علمه.. !!
يقول ابن عباس حبر الأمة رضي الله عنهما..
في قوله تعالى ( وكونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون) قال هم من يبدؤون بصغار العلم قبل كباره..
__________________
تـَوَكـّلـْتُ في رزقي على الله خـَالـقـِي وأيـْقــَـنـْتُ أنَّ الله لا شـَـكَّ رَازقـِي
ومَا يـَكُ مـِنْ رزقٍ فـَليْسَ يـَفـُوتـُني ولوْ كـانَ في قاعِ البـِحَارالـعـَوامـِق ِ
سـَيأتـي بـِه ِالله العـَظــيــمُ بـِفـَضْـلِه ولوْ لمْ يـَكـُنْ مِـنّي اللـسَـانُ بـِنـَاطـِق ِ
|