سوء الظن بالأخرين

[شهرزاد]

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين وصلى اللهم على سيد البشر سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم

دعا ديننا الحنيف إلى إحسان الظن بالآخرين وكثيراً ماتتردد سطوراً وأحرفاً واعظة تعي بأهمية ذلك الأمر لإستقرار العلاقات الإنسانية نقية طاهرة بين المسلمين

إساءة الظن بالأخرين وظلمهم وإتهامهم بما ليس فيهم إنه لجرح عميق وألم ثقيل الحمل على القلب حيث يصعب على الإنسان تقبل جرح هادم لكيانه لاسيما إذا كان من شخص عزيز يحبه كل الحب في الله تعالى ويخلص له في محبته في وجوده وغيابه

سوء الظن بالأخرين هو غاية الشؤم وتفكيك الروابط الأخوية وتمزيقاً للعلاقات الإنسانية الطاهرة

فالشخص عندما يفقد ثقته بالأخر يظن به ظن السوء ، ويصدق أي مقولة تقال عنه دون التفكير بعمق وسمو شخصية هذا الإنسان ، دون الإعتبار والتماس العذر له ، دون التذكر لمواقفه الجميلة وذكرياته الخالدة بالحب والتضحيات

قال تعالى في كتابه الكريم /

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ )الحجرات 6

وأيضاً قال تعالى في كتابه الكريم /

( وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتبِعُونَ إِلا الظن وَإِن الظن لَا يُغْنِي مِنَ الْحَق شَيْئا ) (النجم : 28)

وعليه فلا يجوز لإنسان أن يسيء الظن بالآخرين لمجرد التهمة أو التحليل لموقف ، فإن هذا عين الظلم وذورة للندم في المستقبل عندما تداهمه الحقيقة ، وغالباً ماتظهر الحقائق بعد فوات الأوان حيث تصبح الفرصة أقل بعدما تنزافت جراح القلب المظلوم

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم /

( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث )

[ وأخرجه البخاري ومسلم ، الترمذي 2072 ]

وقد نهى الرب جلا وعلا عباده المؤمنين من إساءة الظن بإخوانهم لأثار ذلك في تفكيك الروابط وإتاحة دخول الشك حيث محور هدم العلاقات

قال تعالى /

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ) [ الحجرات : 12 ]

وحسن الظن راحة للفؤاد
وطمأنينة للنفس
وقوة للإيمان
ووفاء وإخلاصاً وتقديراً للأخوة
وتهذيباً للنفس
وسكينة للقلب

وهكذا كان دأب السلف الصالح رضي الله عنهم

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه /

( لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا ، وأنت تجد لها في الخير محملا ً ).

وقال ابن سيرين رحمه الله /

( إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذراً ، فإن لم تجد فقل لعل له عذراً لا أعرفه ).

إن إحسان الظن بالناس يحتاج إلى الكثير من مجاهدة النفس لحملها على ذلك
خاصة وأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ولا يكاد يفتر عن التفريق بين المؤمنين
وأعظم أسباب قطع الطريق على الشيطان هو إحسان الظن بالمسلمين .

عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم /

( حسن الظن من حسن العبادة )

[ رواه الحاكم وأبو داود وأحمد في مسنده ]

اللهم إنا نسألك صدق التوكل عليك وحسن الظن بك

رزقنا الله قلوبًا سليمة وأعاننا على إحسان الظن بإخواننا والحمد لله رب العالمين

وبلغنا الله وإياكم الشهر الكريم وبارك لنا فيه

منقول مع الإضافات

دمتم بخير وسعادة

شهرزاد

[بن غازي]

بارك الله تعالى بكِ

على هذا النقل الجميل والمفيد والغائب عن الكثير

تأن ولا تعجل بلومك صاحبا
لعل له عذرا وأنت تلوم

[alma7i]

بارك الله فيك مشرفتنا القديرة شهرزاد ..
هذا ماتعودناه منك دوماً بـ اختيارك المميز لطروحاتك ..
لاتحرميناالمزيد من عطاك الا محدود جزاك الله خير ..



دمت بحفظ الله ،،،

[الياسمين]

جزاك الله خيرا اختي الكريمه
غلبت الظنون على النفوس وهو من اهم الاسباب
لضعف العلاقات بتأثيرات كثيره
بارك الله فيك وجعله الله في موازين حسناتك
اللهم ارزقنا سكن القلوب وطمأنينة النفوس
واجعلنا من المتوكلين
لك اطيب التحايا

[شهرزاد]

أخي الكريم بن غازي

أخي الفاضل أبوعبدالله

أختي القديرة الياسمين

بارك الله فيكم إخوتي في الله ، جزيل الشكر وفائق التقدير ومنتهى البهجة بتواجدكم العطر

دمتم بخيرات وسعادة

شهرزاد

[الجوريه]

أحسن الله اليك اختي الفاضله
وماسوء الظن الا شيطان يوغر الصدور وينفر النفوس ويبعد التآلف
بارك الله فيك وجزاك الخير كله وانار لك دروبه
جزيل الشكر لك