الزراعة في المدينة قديما

[بسمة عمر]

الزراعة في المدينة منذ القدم




عرفت المدينة المنورة ومنذ القدم بأنها واحة خصبة، تتميز بوفرة المياه وخصوبة التربة أما المياه فتجري إليها الأودية من جهاتها الثلاث الشرق والجنوب والغرب، وتتجمع شمالاً وهي على التوالي: وادي قناة ووادي مذينيب ووادي مهزور ووادي بطحان ووادي العقيق، وهذا أكبر أوديتها وأشهرها، وتنتشر في الأرض الواقعة بين هذه الأودية العيون والمياه السطحية والآبار القريبة المياه لتروي البساتين والمزارع وأما التربة فتمتد فيها الرواسب البركانية الناتجة عن تفتت الحرار والرواسب الطبيعية التي تجرفها السيول، وتشكل هذه في مجموعها أخصب تربة تنمو فيها المزروعات. ولقد كان لهذه الطبيعة أثر كبير في اجتذاب الهجرات المتوالية بدءاً من الجماعة البشرية التي قادها (يثرب) بن قانياء، والتي أسست المدينة ووصولاً إلى قبائل الأوس والخزرج التي خرجت من اليمن باحثة عن أرض تناسبها لتستقر فيها. لذلك كانت الزراعة المهنة الأولى لسكان (يثرب) ومصدر الدخل الرئيسي، وعندما وصل المسلمون المهاجرون من مكة، ولم يكونوا مزارعين، كانت (يثرب) مجموعة كبيرة من المزارع تمتد من جبل أحد شمالاً إلى جبل عير جنوباً، ومن وادي قناة شرقاً إلى العقيق غرباً. وكانت القبائل تتوزع بينها متجاورة حيناً ومتباعدة حيناً آخر، وخاصة القبائل اليهودية ولكل قبيلة مزارعها وآطامها وحصونها. وشمالي جبل أحد كانت الغابة المشهورة التي تمتد عدة أكيال، وهي غابة طبيعية كبيرة ظلت إلى مشارف العصر الحديث قبل أن يقضي على معظم أشجارها الحطابون والفحامون.
وقد اشتهرت المدينة بزراعة النخل وجودة محصوله، وكان أهل مكة وغيرها يسافرون إلى المدينة ليشتروا حاجتهم السنوية منها.
وعندما حاصر المسلمون بني النضير كان أكبر ضغط عليهم التهديد بإحراق نخلهم. وكان في المدينة إضافة إلى مزارع النخيل بساتين العنب الواسعة وبساتين الخضار المستقلة حيناً والمتخللة أشجار النخل حيناً آخر.

وكان إنتاجها يسد الحاجة المحلية غالباً. وفي العهد النبوي شهدت الزراعة موجات من المد و الجزر فكثير من المهاجرين عملوا في المزارع عمالاً يستقون الماء من الآبار أو يجنون المحصول أو يزرعون الفسائل، ولكن عندما ينتدب المسلمون لغزوة كانوا يخرجون مهاجرين وأنصاراً وينشغلون عن المزارع.

وقد ورث المسلمون مزارع القبائل اليهودية التي أجليت عن المدينة، ولم تكن لديهم فرصة العناية الكافية بها أول الأمر لانشغالهم بالغزوات ثم بحروب الردة والفتوحات من بعد، ولكن عندما توافد السبي على المدينة وكثر العبيد توافرت الأيدي العاملة اللازمة وازدهرت المزارع من جديد وصارت استثماراً اقتصادياً ناجحاً.

ويروى أن عثمان بن عفان الصحابي المعروف حفر مجرىً مائياً من بعض الأودية إلى بساتين له في الجرف استعمل فيه ثلاثة آلاف من سبي بعض الأعاجم، وظهرت (الصوافي) وهي مزارع كبيرة لبعض الميسورين، تغل إنتاجاً وافراً، وتعطي أرباحاً كبيرة؛ فضلاً عن مزارع تربية الماشية. يروى أن أبا بكر أقطع الزبير أراضي في الجرف وكان له ألف عبد يعملون فيها وكذا طلحة وعبدالرحمن بن عوف ومعاوية.

وفي العهد الأموي نشطت الزراعة، فازدادت المزارع واتسعت وجاءت بغلال وافرة، وورث عدد من أبناء المهاجرين والأنصار أراضي واسعة تملكها آباؤهم بالشراء، أو الاستقطاع من رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء فاستثمروها وشجعهم على ذلك توقف العطاءات، والموارد الخارجية،
ووفود موجات متوالية من العبيد والموالي. وظهرت مزارع وبساتين واسعة على أطراف العقيق، وفي منطقة زغابة، والجرف،

وواكبت الغابة شمالاً وشرقاً واتصلت ببساتين الحرة الشرقية وامتدت جنوباً واتصلت ببساتين قباء ومزارع بني قريظة سابقاً وانتشرت مزارع القمح والشعير والذرة.




وفي العصر العباسي تأثرت الزراعة بحركة السكان والعمران، فتقلصت تدريجياً بعد هجرة الكثيرين، وقل عدد السكان في المدينة في القرن الثالث الهجري عندما كثرت الفتن.

واستمر الأمر على هذه الحال طوال عهد الفاطميين، والأيوبيين، والمماليك، وكأن السورَين اللذين بُنيا حولها جعلا نموها محدوداً، ولكن الزراعة ظلت المورد الرئيسي لنسبة كبيرة من السكان.

وفي العصر الحديث وفي العهد السعودي الزاهرواكبت الزراعة الأنشطة الاقتصادية الأخرى وخاصة في العقود الثلاثة الأخيرة ولكنها شهدت تغييراً في المواقع والتقنية، فالتوسع العمراني داخل المدينة أتى على مزراع شهيرة واسعة بدءاً بصدقات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي مزارع،
ووصولاً إلى عدد من بساتين قباء ولكن بالمقابل ظهرت مزارع أخرى بعيدة عن العمران، فقد استصلحت أراض واسعة في جهات المدينة الأربع وحفرت فيها الآبار الارتوازية
واستخدمت أدوات الري الحديثة وأنشئت البيوت المحمية وطبقت قواعد الزراعة الحديثة واستقدمت الأيدي العاملة من بعض الدول العربية والإسلامية للعمل فيها. وأسهمت الدولة بمساعداتها السخية وقروضها المجانية في ظهور عشرات المزارع الناجحة التي توفر للأعداد المتزايدة من أهل المدينة وزوارها الخضار والفواكه الطازجة فضلاً عن المحصول الرئيسي المشهور:
التمر بأنواعه الكثيرة والمتميزة. ومن أشهر التمور التي تتميز بها المدينة: تمر العجوة وفيه حديث نبوي صحيح يحض على أكله، وتمر العنبر وهو نوع كبير فاخر، والشلبي، والروثانة والنعماني، والصفاوي، والخضري وعشرات الأنواع الأخرى.


م ن ق و ل

[alma7i]

معلومات قيمه ورائعه عن الزراع قديماً ..
الله يعطيك العافيه اختي بسمة عمر ..
ننتظر جديدك ..

[شمس المدينة]

الله يديكي العافية .............

[الياسمين]

معلومات قيمه اختي الكريمة
جزاك الله كل الخير وسلمت يمناك
لك ازكى التحايا

[بسمة عمر]

يسلموووووووو ياالغوالي هالطله الحلوة
لا خلا ولا عدم وقبول يارب
ما ننحرم وعيدكم مبارك يارب