منتديات الحجاز الثقافية  

 


استرجاع كلمة المرور طلب كود تفعيل العضوية تفعيل العضوية
العودة   منتديات الحجاز الثقافية ( ثقافية - تاريخية - أجتماعية ) - alhjaz forums of cultural > منتديات الحجاز الأدبية - Alhjaz Literary Forums > قصص و حكايات > قصص منوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-09-2013, 09:40 PM   #1
كيـ إنسانة ـان
.:: حجازي فعال ::.
 
الصورة الرمزية كيـ إنسانة ـان
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 248
معدل تقييم المستوى: 11
كيـ إنسانة ـان ممتاز
افتراضي حافيه على جسر طبريه


الفصل الاول
طبرية - تل ابيب
المزدوجة
الفصل الاول
طبرية-تل ابيب
زفرت ديان بحنق وهى تقف بسيارتها فى رتل السيارات المكتظة على الطريق السريع من طبرية لتل ابيب..لا يستغرق الطريق اكثر من ساعتين..لكن يبدو ثمة حالة طوارىء قصوى جعلتهم يغلقون الطريق..ضحكت بسخرية منذ متى لم يكن لديهم حالة طوارئ..
رن الجوال بجانبها واضيئت الشاشة برقم راؤول..عنفت نفسها بشدة وغضب على الورطة التى وضعت فيها نفسها..مازال الرنين يتواصل ..امسكت الجوال ولم تجب
ترجلت من سيارتها الصغير لتتنفس قليلا من الهواء النقى ولم تنسى ان ترتدى السترة الصفراء العاكسة حتى لاتصاب باذى
كانت الساعة تشير لنحو الثانية عشر مساءا بتوقيت تل ابيب..رن الجوال مرة اخرى برقم راؤول ..صرخت وهى تغلقه كلياً
-اللعنة
لقد سلمت نفسها كليا الليلة لرؤول ..هو من اقترح رحلة بحيرة طبرية وقضاء الليلة فى احد الفنادق هناك..وصلوا نحو السابعة مساء الجمعة وكان المقرر ان يمكثوا عطلة السبت كلها هناك
ثم قررت هى المغادرة فى نحو العشرة مساء الجمعة.. تركته يغط فى نوم عميق وجسدها يشمئز قرفا
كانت افكارها كلها مع خالد..لم تكن المقارنة ابدا فى صالح راؤول
عادت بافكارها لخالد وهى تتذوق من يده ماء بحيرة طبرية العذبة ..كانت تحب دائما فى كل زيارة ان تتذوق مياه البحيرة من يده..ان صوت خالد يفتح نوافذ قلبها على مصرعيه..بينما صدمت من صوت رؤول الذى جعلها ان كل بؤر الجحيم اندلعت لتحرقها
اخرجت من سترتها علبة سجائرها..ادمنت السجائر فى الفترة الاخيرة..اشعلت سيجارتها الا ان انهمار الامطار الفجائى اطفئها على الفور
تخللت اصابعها فى خصلات شعرها البنية القصيرة الذى قصته مؤخرا ..كان خالد يحبه طويلا منسدلا حتى خصرها..همست بضعف والامطار تلحف وجهها بقوة ..لا شئ يكتمل
تمنت لو الامطار العاصفة مزقت جسدها او نقلتها لارض اخرى او زمن اخر..احست بالدنس يجتاحها
نخرت الرياح الباردة الهوجاء عظامها ...لجئت لسيارتها القابعة على جانب الطريق ..لسوء حظها ..نسيت المفتاح داخل السيارة..احست ان فى جبينها طعنة من خيبة الامل ..وجدت حجرا على جانب الطريق..كسرت النافذة الجانبية لتدخل سيارتها..فى بلد كاسرائيل ليس من المستحب ابدا طلب مساعدة من اى كان
جلست خلف المقود وقد اغرقت الامطار بعضا من داخل السيارة..اردات البكاء بشدة ولكنها شعرت انها تستجدى الدموع على ارصفة الامل ..اى امل تنتظره ..ماحدث قد حدث.. ولا شئ سيعيد خالد ..الذى سسلمته بيدها وليمة لذئاب الشين بيت (1)
لقد تصارعت مشاعرها بعنف فى غابة الحب والوطن واختار قلبها وطنها اسرائيل ..هى لم تعرف فى حياتها اماً سوى اسرائيل..هجرتها امها منذ طفولتها التى قضتها كلها فى الكيوبتس (2) حيثت تعملت هناك ان تنتمى فقط لدولة اسرائيل
بدأ رتل السيارت فى التحرك ببطء شديد ثم تسارعت الحركة مع توقف الامطار ..تنفست ديان الصعداء ..كانت نحو الواحدة صباحاً حينما عبرت سيارتها بزجاجها المحطم بوابة مدينة تل ابيب استرعت انتباه احد سيارت دوريات الشرطة
طلب منها التوقف والنزول بهدوء ..فتشها بمكر ويده تعبث بجسدها النحيل ..نظرت له بكراهية ..اصبح اشد صرامة معها ثم طلب منها بطاقة هويتها وانتظرت الكلمة التى تؤلم
اذنها كالعادة.. ديان الليثى ..ديان احمد الليثى ..اصبح اكثر عنفا معها واساريره تنطق بالكراهية
عربية
اجابت فى مقت
بل اسرائلية يهودية ايها الاحمق وابرزت بطاقتها الاخرى التى تبرزها فى مواقفها المحرجة
ديان الليثى مبرجمة كومبيوتر..وزارة الدفاع الاسرائيلية
اى ظابط شرطة صغير فى اسرائيل يدرك خطورة وظيفتها وقوة اتصالها لكن هذا لم يمنعه ان ينظر مرة اخرى فى بطاقتها ..تبلغ الثامنة والعشرين من عمرها..الامر الذى يتناقض تماما مع مظهرها المراهق والنمش الذى يغطى وجهها وخصلات شعرها التى جفت والتصقت بجيبنها..نزعت البطاقة بقوة من يده دون ان تعيره ادنى التفاتة
ادارت سيارتها وهى تغمض عينيها واعماقها تربد يغضب مريع
مزيد من الحمقى الذين قابلتهم اليوم
فى الواحدة والنصف دلفت لشقتها فى احدى مبانى تل ابيب الحديثة بعد ان سلمت سيارتها لحارس الجراج ..اخرجت ثلة من المفاتيح للباب الحديدى ثم الباب الداخلى للمبنى
تجاهلت المصعد ..كانت متعبة لكن بها شئ من الطاقة تأبى ان تحترق
ادارت مفتاح شقتها..يأتيها صوتاً من خلفها يكمل تعذيبها لهذا اليوم
ديان ...افتقدتك اليوم
تدير جسدها وهى تحاول ان ترسم ابتسامة باهتة فى وجهه المرأة العجوز ..استغربت الحجاب الذى يغطى راسها والعباية التى اخفت جسدها..لم تتعود كل هذا التحشم من ليلى امه لخالد..اخرجها صوتها من افكارها السوداء
اليس هناك انباء عنه ديان..ثم مسحت دمعة فارة ساخنة ..اتراه مازال حياً..مرت ثلاثة اشهر

اقتربت منها ديان وهى محتارة
ليلى ..ليس لدى اى اخبار..لا اعرف لاين اخذوه
ربتت ليلى على كتف ديان بامومة ..لا بأس يا ابنتى لا باس ..تحملى تهرؤات عجوز تبكى على على وحيدها
اومأت ديان وعينيها تهرب من نظرة ليلى المنكسرة
لا بأس
اراك فى الصباح ..انى متعبة الان
دخلت شقتها ..نظرت لصورته العابثة وضحكتة الحنون فى صورتة الكبيرة النابضة بالحياة التى تحتل حائط باكمله
اهدته له فى عيلاد ميلاده السابق ...ثمة سنة نصف مكسورة جانبية تظهر فى فى فمه..بينما تلمع عيونه فى مكر وشقاوة



تمنت لو تكسرت كل عقارب الساعة وعاد بها الزمن حيث هى وخالد فقط
ارتدت تى شيرت يصل لمنتصف ركبتها..احضلات البيتزا التى اشترتها بالامس لتأكلها..مازالت صالحة للاكل ..لعلها برودة الجو..لم تهتم بتسخينها..غص حلقها باول لقمة ثم لفظتها وتركت الباقى جانبا
نظرت مرة اخرى لصورة خالد.. ثم ادارات بصرها فى ارجاء الشقة
ثمة شئ غريب..نور المطبخ مضاء..تشعر بحركة ما فيه ..ثم انطفئ نور المطبخ مرة اخرى
راقبت الجسد الذى يقف على باب المطبخ مدثرا بالظلام وقلبها يبنبض بارتياع وصرخت
من؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


يتبع.................


شين بيت :- جهاز الامن الداخلى فى اسرائيل
كيبوتس تجمع سكانى زراعى اشتراكى متقشف تتلاشى فيه فردية الشخص ويصبح الولاء للامة اليهودية..
ضائعة فى تل ابيب
قبل ان تصرخ ديان..ظهر الجسد الطويل الممشوق ممسكاً بكوب من مشروب ما ساخن
تقدم تجاهها بثقة وهى تهتف بقوة
جنرال حاييم موفاز
ذهبت لتضغط على زر النور لمزيد من الانارة
اشار اليها بهدوء
اجلسى ديان ..هذه الاضاءة كافية لى تماماً
جلست والف سؤال يتصارع بداخلها لماذا اتى
ترى ..هل انتهى الامر يا خالد
تذكرت وهى تدلف مترددة لجهاز الشين بيت مدلية بشكوكها فى خالد
يومها جلست قرابة الساعة حتى اتى هو ..نفس الكهل الذى يجلس امامها ويضع ساقا على ساق ويرتشف ببطء مشروبه
يومها عرفت فقط اسمه وقد لا يكون اسمه بأى حال من الاحوال وانبأتها خبرتها بكينوته من المؤكد انه ينتمى ل (أمان- جهاز المخابرات الاسرائيلية)
صمتت ديان تماماً وهو يركز فى سقف الغرفة..تعلمن ديان الصمت من اقامتها فى كيبوتس نهاريا
دائما هى ديان المطيعة ..تتعرض للضرب من جميع اخوتها فى الكيبوبتس ولا تشكو ..لم تكن لديها اما لتشكو اليها ..تتحمل مداعبات المعلمين والمعلمات المتحرشة فلا تتأفف
لم تخرج من الكيبوتس سوى بشئين هى الصمت وحب بلدها ..هى لم تعرف رافقها طوال طفولتها وصباها سواه ..حباً زاد ه انخراطها فى جيش الدفاع فور خروجها من الكيبوتس حيث امضت هناك ثلاث سنوات اجبارية عانت فيهم مزيدا من الصمت والتحرشات
وضع الكوب بصوت مسموع فانتفضت ديان
قال بصوت متعجب وهو يتثائب:-
تأخرت كثيرا اليوم كثيرا ديان ثم نظر اليها مباشرة ام كان من المفترض ان تأتى الغد ..هل اضجرك راؤول كثيرا يا عزيزتى
قامت بشئ من الحدة
لا احب التطرق لأمورى الخاصة
اشار اليها بصرامة ان تجلس مرة اخرى
جلست وهى تنتفض وتغلى من الغضب ثم جمعت شتات نفسها ..هل لى ان تخبرنى سيدى بسر زيارتك المفاجئة ..نفذت كل ما ا تفقنا عليه بخصوص خالد
ضحك حاييم فى هدوء لم اتى اليوم من خالد ..ديان العزيزة ..بل اتيت من اجلك انت عزيزتى
رسم جبينها الف سؤال وهى تسال فى شك:-
من اجل انا..الشخص الوحيد الذى اعتاد الاهتمام بها وحمايتها هو خالد نفسها.
اوما حاييم وهو يهز ساقيه فى رتم بطئ
بالطبع ديان..نهتم لأمرك كثيرا..
نعلم ان خيانة خالد كانت مؤلمة لك ولنا
ان تترنحين ديان لا تركيز مطلقاً فى عملك وهى الترقية التى حصلت عليها لم تسعدك وحتى راؤول الذى وضعناه فى طريقك هربت منه بعد سويعات قليلة
ترقرت عينيها بالدمع وهى تغمم:-
وضعتموه فى طريقى
قام حاييم ووضع يديه على كتفيها
نعلم كما تعانين ديان..اسرائيل لن تتركك تعانين فى صمت ايتها البطلة ..انت واحدة من اخلص بنات اسرائيل..رغم حبك الشديد لخالد الذى مازلت تحبينه
اعترضت فى ضعف فأشار اليها ان تدعه يكمل
رغم حبك له ..عند اول شك فى ولائه ..ابلغت القيادات فيه .
وضع يده على الاريكة وهو ينظر لها بنظرة جانبيه
اريد ان تريحى ضميرك ديان
اننا نملك اقوى جهاز مخابرات فى الشرق الاوسط ان لم يكن فى العالم..ونضع عرب اسرائيل على قائمة الشك لدينا ..خالد كان مرصودا من قبل عدة اجهزة
لدينا شك فيه منذ رفض الخدمة فى جيش الدفاع كما فعلت ليلى امه..صحيح انها كانت تعمل فى قسم التمريض ولكنها قدمت خدمات جليلة لبلدها
مسحت بأناملها دموعها القليلة وهى تقول بلا مبالاة
تجنيد عرب اسرائيل ليس اجبارياً مثلنا
وافقها حاييم
لكن كنا نتوقع منه هذه الخطوة تظرا لحماسة ليلى الشديدة لخدمة اسرائيل لكنه فضل ان يسافر لوالده فى المانيا ويدرس الطيران هناك
المؤسف انه رغم تعينه كطيار اسرائيلى فى العال وقامته الطويلة بعدها فى اسرائيل كنا نتوقع منه قليل من الولاء لبلده التى ولد بها وتربى وحمل جنسيتها
تنهد ولكن كما اخبرتك دائما نخشى الدماء العربية القذرة التى تملئ اوردة هؤلاء المتجنسون بجنيستنا
نظرت اليه ديان بحدة
تراجع حاييم معتذرا
لا تنزعجى عزيزتى ..انا لا اقصدك بتاتاً..صحيح انك ولدت فى الولايات المتحدة ..لكنك جئت لاسرائيل وعمرك شهور ..تربيت فى الكيبوتس الذى اخرج خيرة قادة اسرائيل وصقور جيشها
تثائب حاييم مرة اخرى
نظرت ديان الى الساعة التى اقتربت من الثالثة فجرا
سيدى لم اعرف بعد سر زياراتك بعد هذه الحديث الطويل وانزعاجكم بشأنى..أنا بخير فقط امر بفترة من التقلبات ومعذرة لو اخبرتك ان وجودك يسبب المزيد من المشكلات لى ..تنحنحت ..خصوصا مع ليلى ..احتضنتى ليلى منذ سنوات كأبنة لها ولا اريد ان
قاطعها حاييم
ليلى ليست محور حديثنا ولا تدعيها تزعجك
فى الحقيقة انها ستكتشف الحقيقة ان عاجلا او اجلا
هتفت ديان ماذا
طرقع حاييم باصابعه
الا اذا ماذا
ردت ديان فى ضعف وتساؤل
الا اذا ماذا
امسك حاييم مرة اخرى بكتفيها
الا اذا سافرت خارج اسرائيل فى اجازة طويلة بعد الشئ
نزعت ديان ذراعه عن كتفيها بحدة
أسافر اسافر لأين
وقف امامها وهو ينظر مباشرة فى عينيها مباشرة
الى وطنك الثانى
ضحكت ياستهزاء
وهل وطن ثانى
ثبت حاييم نظره
بالطبع تعلمين وطنك الثانى ..وطن والدك
ها اقولها بصوت واضح النبرات ..
هل تسمعين ديان
تعلمين من هو وطنك الثانى ديان
هل الفظه بصوت قوى عزيزتى
مصر
هل الاسم صحيح ديان
عقد ذراعيه حول جسده
وديان تتهاوى على الاريكة وتنخرط فى نوبة بكاء مريرة

كيـ إنسانة ـان غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:34 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
All Rights Reserved Alhjaz forums © 2006 - 2020