14-10-2009, 01:57 AM | #1 |
.:: حجازي جديد ::.
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 30
معدل تقييم المستوى: 0 |
حوار مع النفس
حوار مع النفس
خطرت لي خاطرة , عزمت على فعلها , وكانت الخاطرة سيئة , أغلقت الأبواب والنوافذ , وأطفأت الأنوار , وخيم الظلام في غرفتي , وقلت للمعصية " هيت لكِ " . فسمعت صوتاً ينشد يقول : " أسفاً لعبد كلما كثرت أوزارة قلٌ استغفاره , وكلما قرب من القبور قوى عنده الفتور " يا مدمن الذنب أما تستحي والله في الخلوة ثانيكما " " غرٌك من ربك إمهاله وستره طول مساويكا " فانتبهت .. وخفت .. وتلفٌت حولي .. وأخذت أردد يا ويلي !! من صاحب الصوت ؟! ثم رأيت شيئاً لا أستطيع وصفة فقمت خائفاً وفتحت الأنوار , فرأيت شيئاً أسوداً لا أستطيع وصفة . قلت : من أنت ؟ . قالت : أنا سيئتك . قلت : وما سبب مجيئك إلىٌ في هذا الوقت المتأخر من الليل ؟. السيئة : جئت لأنصحك , وإن كان النصح لا يُِقبل مني ولكن " الحق ما شهدت به الأعداء " قلت : هيا تكلميٌ , ماذا عساك أن تقولين . السيئة : هل تظن أنك وحيدُ هنا ؟! قلت : وماذا وراء هذا السؤال ؟. السيئة : إنني رايتـك مطمئن أثناء فعل المعصيـة , و كأنك أمنت من حسـاب الله تعالي !!. قلت غاضباً : هذا ليس من شأنك , ولا أحب أحداً أن يتدخل في أمور حياتي .. السيئة مبتسمة : لقد قلت إني ناصحة , ويبدو أنك لا تريد النصيحة . ثم تحركت " السيئة " خارجة من الغرفة وهي تقول : " توارى بجدران البيوت عن الورى وأنت بعين الله والله ينظر " " وتخشى عيون الناس إن ينظُروا بها ولم تخشَي عين اللهِ واللهُ ينظرُ " فتدبرت ما قالت , وتأثرت به وقلت لها , كرري علىٌ ما ذكرت , فأعادت الكلام علىٌ حتى ندمت على ما كنت ناوياً فعله .. فناديتها قائلاً : تعالِ , يا سيئة وهات ما عندك . السيئة : وشرطي أن تسمع ما عندي , ولا تكون متكبراً على , وعلىٌ نصحيتي . قلت : تفضلي . السيئة : إني أراك كثيراً ما تخلو بمعاصي الله , وهذه صفة سيئة , تفسد عليك علاقتك بالله تبارك وتعالي , وتبطل أعمالك كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم . قلت مقاطعاً : وماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ؟. السيئة : قال " لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء , فيجعلها الله عزوجل هباءً منثوراً . قال الصحابي ثوبان : يا رسول الله صفهم لنا , جلهم لنا , أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم ؟ قال : أما إنهم إخوانكم , ومن جلدتكم ويأخذون من ما الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها , فسكتت السيئة وسكت " عبد الله " ثم .. قال : إنه لحديث خطير ومخيف .. السيئة :- نعم ولهذا أنا أشفقت عليك وأردت نصحك , قبل أن تكون أعمالك هباءً منثوراً , فاِلحق بنفسك يا عبد الله . ثم قالت : وكما أن فعل السيئة في الخلوة يفسد علاقتك بالله كما أوضحنا , فكذلك هي تفسد علاقتك بالناس . قلت : ولكن الناس لا يعلمون أني أفعل المعاصي ؟ فكيف تفسد العلاقة معهم ؟ السيئة : هذا ما حكاه الصحابي أبو الدر داء – رحمه الله – حين قال : " إن العبد يخلو بمعاصي الله , فيلقي الله بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشـعر " فأنتبه لنفسك يا عبد الله ,.. وأحكم زمام هواك , فلا تفلته إلاٌ لرضاء مولاك .. قلت : ولكني وإن عصيت الله فان أكثر أعمالي السيئة صغيرة , وأعتقد أنها لا تؤثر في صحفيتي يوم القيامة .. السيئة : لا تكن كتلك " المرأة الجاهلية " التي تركت الغزل بحجة أنه ماذا يفيدها نسيج خيط على خيط كل ساعة . وما علمت هذه الجاهلة أن ثياب الدنيا قد اجتمعت خيطاً خيطاً . وأنا سيئة ولكني اعلم منك في مدي تأثيري بصحائف الخلق يوم القيامة , وكما قيل : " النملة أعلم بما في بيتها من الجمل بما في بيت النملة " قلت متسائلاً /: أين أنا من هذه المفاهيم ؟ لقد كنت في غفلة عمياء , وإني غررت بالدنيا والله . السيئة : تحرك يا عبد الله ومازلت في الوقت متسع لتعوض تقصيرك : بحق ربك .. فأنا السيئة .. *أنا سبب هلاكك يوم القيامة . *أنا سبب بغض العباد لك في الدنيا . *أنا سبب محق البركة من عملك . *أنا سبب ضعف حفظك وعملك . قلت مقاطعاً : وكل ذلك من آثارك . السيئة : بل وأكثر من ذلك فأنه يكفي أن من آثاري أن تولد السيئة السيئة كما أخبرنا بعض السلف عندما قالوا " إن من الثواب الحسنة الحسنة بعدها وإن من عقاب السيئة السيئة بعدها " قلت : وما العمل الآن , وقد نويت فعل السيئة وأحكمت غلق الأبواب والنوافذ . السيئة : أعلم أن العبد إذا نوى السيئة فلم يفعلها فأنه تكتب له حسنة , إن تركها من أجل الله تعالي , كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يرويه عن ربـه .. " ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة " فتب على الله يا عبد الله , واستغفر لذنبك فإن الله غفور رحيم .. وأحكم غلق الأبواب والنوافذ , وأطفأ الأنوار في غرفتك ولكن ! لطاعة الله تعالى . فإن سيئة السر تمحوها حسنة السر " وهذه بتلك " " من كتاب حوارات إيمانية "
__________________
|
16-10-2009, 01:05 PM | #2 |
الإدارة
منتديات الحجاز الثقافية تاريخ التسجيل: Mar 2006
الدولة: الحجاز
المشاركات: 6,336
معدل تقييم المستوى: 200 |
اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها
انت وليها ومولاها جزاك الله خيرا وجعل ما نقلتم في موازين حسناتكم
__________________
|
16-10-2009, 03:27 PM | #3 |
حجازي غير
تاريخ التسجيل: Jun 2008
الدولة: جدة
المشاركات: 425
معدل تقييم المستوى: 19 |
جزاك الله خيرا ...
وبارك الله فيك تحياتي |
21-10-2009, 11:18 AM | #4 |
حجازي غير
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: أرض الخير
المشاركات: 3,795
معدل تقييم المستوى: 29 |
نستغفر الله ونتوب اليه بارك الله فيك واثابك الخير كله
جزيل الشكر لك |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدليلية (Tags) |
مع, النفس, حوار |
|
|