29-12-2009, 04:21 PM | #1 |
حجازي غير
تاريخ التسجيل: Dec 2008
الدولة: السعودية
المشاركات: 823
معدل تقييم المستوى: 23 |
بيان أنه لا يعلم الغيب إلا الله تعالى
علم الغيب إلى الله عز وجل وليس عند الرسول صلى الله عليه وسلم ولا غيره شيء من علم الغيب، فهو مختص بالله عز وجل، كما قال سبحانه وتعالى: قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ[2]، وقوله سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم في سورة الأعراف: قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ[3]، ويقول سبحانه وتعالى: وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ[4]. فالغيب عند الله عز وجل ومختص به سبحانه وتعالى يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون، يعلم ما يكون في الآخرة وما في الجنة والنار ويعلم الناجين من الهالكين، ويعلم أهل الجنة ويعلم أهل النار ويعلم كل شيء سبحانه وتعالى، والرسل إنما يعلمون ما جاءهم به الوحي، فما أوحى الله به إليهم يعلمونه، كما قال سبحانه وتعالى: عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ[5]. فالله يوحي إلى الرسل ما شاء كما أوحى إلى نبينا صلى الله عليه وسلم أشياء كثيرة من أمر الآخرة وأمر القيامة وأمر الجنة والنار وما يكون في آخر الزمان من الدجال ومن المسيح وأمر الكعبة ويأجوج ومأجوج وغير ذلك مما يكون آخر الزمان، كل هذا من علم الغيب، أوحى الله به إلى نبيه صلى الله عليه وسلم وعلمنا إياه وصار معلوماً للناس، وهكذا ما يعمله الناس من أمور الغيب عند وقوعه في بلادهم أو في غير بلادهم ويكون معلوماً لهم بعد وقوعه وكان لا يعلم لهم قبل ذلك، أما ما يقع في كتب بعض أهل العلم من قولهم: "الله ورسوله أعلم" فهذا فيما يتعلق بأمور الشرع وأحكام الشرع، ومرادهم في حياته يعلم هذه الأشياء عليه الصلاة والسلام. أما بعد وفاته فلا يعلم ما يكون في العالم ولا يدري عما يحدث في العالم؛ لأنه بموته انقطع علمه بأحوالنا عليه الصلاة والسلام إنما تعرض عليه من أمته الصلاة والسلام عليه؛ حيث قال: ((صلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم))[6] حديث صحيح. أما أمور الناس وحوادث الناس وما يقع منهم من أغلاط وظلم أو حسنات، كل هذا لا يعلمه الرسول ولا غيره ممن مضى ممن مات ولا يعلمه من يأتي وقد يعلمه من حوله من الناس لمطالعتهم إياه ولمشاهدتهم أعمالهم من جلسائهم وأهل بلادهم. والمقصود أن علم الغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، وما أوحاه الله إلى الرسل هو من علم الغيب الذي أطلعهم عليه سبحانه وتعالى في حياتهم وهم أطلعوا الناس عليه وعلموه للناس، وقد صح عن رسول الله أنه قال: ((يذاد أناس عن حوضي يوم القيامة فأقول: يا رب أمتي!)) وفي لفظ يقول: ((أصحابي أصحابي! فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم فأقول: سحقاً سحقاً لمن بدل بعدي))[7]. فبين صلى الله عليه وسلم أنه لا يعلم ما أحدث الناس بعده، وفي لفظ آخر: ((يذاد أناس عن حوضي فأقول: يا رب أمتي. فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال عيسى ابن مريم: وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ[9](([8] . فهو صلى الله عليه وسلم يعلم ما أوحاه الله إليه، وما كان عند الله من الغيب لا يعلمه سواه سبحانه وتعالى، وبعد موته لا يعلم حوادث الناس عليه الصلاة والسلام. [1] من ضمن أسئلة أجاب عنها سماحته في تاريخ 11/9/1408هـ. [2] سورة النمل، الآية 65. [3] سورة الأعراف، الآية 188. [4] سورة الأنعام، الآية 59. [5] سورة الجن، الآيتان 26، 27. [6] أخرجه أبو داود في كتاب المناسك، باب زيارة القبور برقم 2042، وأحمد في باقي مسند المكثرين، باقي المسند السابق برقم 8586. [7] أخرجه مسلم في كتاب الطهارة، باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء برقم 249. [8] سورة المائدة، الآية 117. [9] أخرجه البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء، باب قول الله: وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ برقم 3447، ومسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة، برقم 2860. عبد العزيز بن عبدالله بن باز مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الثامن والعشرون
__________________
-الوقت - درجة الحراره في مكة المكرمة الأن |
30-12-2009, 05:05 AM | #2 |
أصدقاء الحجاز
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: السعودية
المشاركات: 1,406
معدل تقييم المستوى: 18 |
جزاك الله خيرا
لك ودي
__________________
|
30-12-2009, 10:16 AM | #3 |
حجازي غير
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: أرض الخير
المشاركات: 3,795
معدل تقييم المستوى: 29 |
يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور سبحانه وتعالى جلت قدرته
أحسن الله اليك واثابك الله خير الدارين وبارك فيك |
06-01-2010, 10:36 PM | #4 |
كاتب مبدع
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: سيدة البلدان
المشاركات: 715
معدل تقييم المستوى: 18 |
الغيب المطلق هو ما لا يعلمه إلا الله سبحانه و تعالى .. و لم يخرج عن علمه بكلمة "كن"ليمارس مهمته عن الكون و يستشهد الشيخ الشعراوى برأيه و هو يتلو آيات الذكر الحكيم .. و قول الحق جل جلاله :
"وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها إلا هو" هذا الغيب المطلق لا يعلمه أحد إلا الله سبحانه و تعالى و لكن الرسول الكريم (صلى الله عليه و سلم )أخبرنا عن أشياء و قعت و كانت غيبا .. و يؤكد الشيخ الشعراوى على ذلك فطالبناه بمزيد من التأكيدات التى تؤيد هذا الرأى فيقول : نعم كل علامات القيامة الصغرى التى تظهر هذه الأيام تؤكد قرب الساعة ، و تؤكد أن هناك غيبا و غيبا مطلقا .. و الأول .. ما قاله الرسول (صلى الله عليه و سلم) و ظهر هذه الأيام من ضياع الأمانة .. و تعالى الحفاة العراة فى البنيان .. و أن يسب الولد أبيه و أمه .. و أن يود المرء زوجته و يهجر أمه و أن يكون هناك شح مطاع .. و أن ينتشر الفساد فى الأرض .. و أن يصبح الدم مباحا فى كثرة حوادث العنف و الإغتيالات و الحروب الأهلية.. و أن تزخرف المساجد .. و أن تكون القلوب خربة ليس فيها إيمان .. و أن يعلو ا لمنافقون فى المناصب .. أن يعطى الشىء لغير أهله. كل هذا أو غيره من مئات النبوءات أخبرنا عنها رسول الله (صلى الله عليه و سلم) و تحققت ، حين أخبرنا رسول الله (صلى الله عليه و سلم) كانت غيبا ثم تحققت ، و هنا كان يجب سؤال شيخنا و إمامنا متولى الشعراوى مستفسرين قائلين : هل كان رسول الله (صلى الله عليه و سلم) يعلم الغيب؟ و الله سبحانه و تعالى يقول لرسوله فى القرآن الكريم : "قل لا أقول لكم عندى خزائن الله و لا أعلم الغيب" "من الآية 50 سورة الأنعام" يرد الشيخ الشعراوى قائلا : نقول ان الرسول (صلى الله عيله و سلم) لا يعلم الغيب و لكن الله سبحانه و تعالى أعلمه بكل ما قال من غيب فهو (صلى الله عليه و سلم) لا يعلم الغيب بذاته و لكن سبحانه و تعالى أعلمه بأحداث من الغيب يرويها لنا كدليل على صدق رسالته .. و بلاغه عن الله .. كل غيب أخبرنا به رسول الله (صلى الله عليه و سلم) هو إعلام من الله سبحانه و تعالى لرسوله .. فالرسول (عليه الصلاة و السلام) لا يعلم الغيب .. و لكن الله تبارك و تعالى أعلمه بما شاء .. و لكن لا يعلم الغيب المطلق إلا الله سبحانه و تعالى. و طالبنا الشيخ الشعراوى بمزيد من الإيضاح فيما يتعلق بهذا الموضوع فقال : فى غزوة الخندق و أثناء حفر الخندق حول المدينة ليحميها من هجوم الكفار .. تنبأ الرسول (صلى الله عليه و سلم) بأن المسلمين ستفتح لهم الشام و فارس و اليمن..فقد قال البراء بن عازب الأنصارى "لما كان حين أمرنا رسول الله (صلى الله عليه و سلم) بحفر الخندق عرض لنا فى الخندق صخرة عظيمة شديدة لا تأخذ بها المعاول فشكونا ذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه و سلم) فلما رآها أخذ المعول و قال بسم الله و ضرب ضربة و قال الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام و الله إنى لأبصر قصر المدائن الأبيض .. ثم ضرب الثالثة فقال بسم الله فقطع بقية الحجر فقال الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن و الله إنى لأبصر أبواب صنعاء من مكانى هذا .. و هكذا تنبأ رسول الله صلى الله عليه و سلم بغيب سيحدث بعد عدة سنوات و رواه (عليه الصلاة و السلام للمؤمنين) الواقفين حوله. نبوءات كثيرة للرسول الكريم (صلى الله عليه و سلم) كلها تحققت فكيف يطلب الله سبحانه و تعالى من رسوله أن يقول للمؤمنين فى قرآن كريم لا يتبدل و لا يتغير إلى يوم القيامة .. قل لا أعلم الغيب ثم ينبئنا رسول الله (صلى الله عليه و سلم) بهذا الكم الهائل من الغيب! إن كل غيب أخبرنا به الرسول (صلى الله عليه و سلم) هو إعلام من الله سبحانه و تعالى لرسوله. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدليلية (Tags) |
لا, منه, الله, الغيب, بيان, تعالى, يعمل, إلا |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|