مبنى التوسعة السعودية الأولى

[بنت شمر]

مبنى التوسعة السعودية الأولى مبنى التوسعة السعودية الأولى

بعد أن استتب الأمن في ربوع الحرمين الشريفين ارتفع عدد الزوار ارتفاعاً ضاق المسجد النبوي الشريف بهم، وما أن اطلع جلالة الملك عبدالعزيز على ذلك حتى أعلن في بيان إذاعي عزمه على توسعة المسجد النبوي الشريف.
فأعلن ذلك رسمياً في بيان أذيع عام 1368هـ، ومن ثم أجريت الدراسات اللازمة لتنفيذ هذا المشروع، وبدئ العمل به في الخامس من شوال عام 1370هـ، وفي أوائل سنة 1375هـ ظهرت التوسعة السعودية الأولى في حلتها النهائية .
وقد أحدثت التوسعة تغييراً في شكل المبنى، وجعلته مستطيلاً بعد أن كان على شكل شبه منحرف .
تبدأ التوسعة من نهاية باب السلام غرباً، على شكل شريط ضيق يغطي الواجهة الغربية للبناء العثماني، ويتسع كلما اتجهنا شمالاً، ثم يتجاوز نهاية المسجد حتى يصل إلى الموقع الجديد للجدار الشمالي، وبالمقابل تبدأ التوسعة شرقاً من نهاية باب النساء وتمتد في شريط ضيق، يتسع كلما اتجهنا شمالاً حتى يصل إلى الموقع الجديد للجدار الشمالي .
وبذلك تصبح الجهة الشمالية مساوية للجهة الجنوبية 91متراً، بعد أن كانت أقل منها بـ16متراً، وتبلغ مساحة التوسعة المضافة 6024م2،كما أنه أعيد هدم وإعمار أجزاء متصدعة من المبنى المجيدي تقدر بـ 6247 م2 .
وتتكون التوسعة من مستطيل طوله من الشمال إلى الجنوب 128م، وعرضه من الشرق إلى الغرب 91متراً، يتألف من صحن شمال المبنى العثماني، نصبت فيه ثمانية أعمدة مكسوة بالرخام، لها تيجان من البرونز الأصفر المنقوش، تحمل مصابيح للإضاءة،يتوسط هذا الصحن جناح يمتد من الشرق إلى الغرب ويضم ثلاثة أروقة، أقيم في الجهة الشرقية من هذا الجناح باب بثلاثة مداخل سمي باسم الملك عبدالعزيز، وفي الجهة الغربية منه باب مماثل سمي باسم الملك سعود، وفي الجانب الشرقي للصحن جناح يتكون من ثلاثة أروقة ومثله في الجانب الغربي أيضاً، وخلف الصحن بني الجناح الشمالي والأخير للمسجد، ويتكون من خمسة أروقة، أقيم عليه ثلاثة أبواب وهي : من الغرب باب سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فباب عبدالمجيد رحمه الله، ثم باب سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه من الشرق .
وقد حافظت هذه التوسعة على الأبواب الخمسة التي كانت في التوسعة المجيدية، مع تغير في موقع باب عبد المجيد، حيث أصبح يتوسط الجدار الشمالي للتوسعة السعودية بعد أن كان في الجدار الشمالي للتوسعة المجيدية، مع زيادة باب الصديق من ثلاثة مداخل، وذلك من الجهة الغربية بين باب السلام وباب الرحمة .
وتمتاز هذه التوسعة بأنها أقيمت على شكل هيكل من الخرسانة المسلحة، مكونة من أعمدة كسيت قواعدها بالرخام، ودهنت باللون الأبيض، تحمل في رؤوسها عقوداً مدببة، وقسم السقف إلى مربعات على هيئة السقوف الخشبية، مزخرفة بأنواع الزخارف البديعة، وفي الركن الشرقي والغربي من الجهة الشمالية أقيمت مئذنتان ارتفاع الواحدة (72م) تتكون من أربعة طوابق (انظر : المآذن) .
يغلب على هذه التوسعة اللون الأبيض المطعم بالأحمر والأسود، ويبلغ مجموع ماأنفق عليها 50 مليون ريال، وهو مبلغ ضخم نظراً للقيمة الشرائية والدخل الخاص والعام للفرد والدولة في ذلك الوقت .
-------------------------
للتوسع :
المسجد النبوي عبر التاريخ د. محمد السيد الوكيل .
المدينة المنورة تطورها العمراني وتراثها المعماري صالح لمعي مصطفى .
تاريخ المسجد النبوي الشريف محمد إلياس عبدالغني .
عمارة وتوسعة المسجد النبوي الشريف عبر التاريخ ناجي محمد الأنصاري.
التاريخ الشامل د. عبدالباسط بدر .