أبطال بلاتاريخ..

[(المنسي)]

قادة مقاومة في شبه الجزيرة العربية: أبطال بلا تاريخ

لعل فقه التاريخ وحراكه من أهم الأسس التي يمكن الاحتكام إليها في معرفة الآثار التي تقود إلى استرجاع معان ودلالات تسبر أغوار ثقافة تأصيل الربط بين الأجيال في فهم واستيعاب العبر، وبناء كم تراكمي من العرفان والاعتراف بالأعمال التي تركها السلف للخلف.

إن من أهم الأعمال لدى الشعوب ما كان مرتبطا بالتضحيات، ومن أجل التضحيات قيادة المقاومة لكل ظلم يجلبه محتل أوطان، أو إزالة ثقافة الإنسان؟

عانت شبه الجزيرة العربية، ومكة منها القلب من غياب قسري للسلطة السياسية بفعل انتقال مركز الدولة – الخلافة – من أرض الحرمين، مهد الوحي والرسالة، إلى مفازات استقرت بها السلطة في الشام والعراق، ثم تبادلت مصر معهما أدوارا في مراحل من التاريخ السياسي، والتأثير الحضاري الذي غلب فيه الطابع الديني على السياسي في أحيان.

لكن استقرار الحال في أرض القبلة والاستقبال، كان من الناحية السياسية من المحال، لما ساد من سلاسل من الاستقطابات الخارجية وإملاء التبعية، ثم الاقتتال بين المتنازعين على السلطة حتى بين الإخوة والأعمام؟؟

كان آخر ما استقر من نفوذ، هو النفوذ التركي – العثماني، خلافة لم تدم لها سمة، فقد تحولت من سياسة دينية، إلى سياسة اقتلاع للبنية الثقافية وأهم مقومات الأرض والإنسان في الأرض القبلة، حين طغى لسان إحلال اللغة التركية محل اللغة العربية، وتحويل أركان الدولة إلى عجمة ما كان لها أن تقبل لدى الشعب والأنظمة السياسية التي كانت تتنازع محاولات الاستقطاب والاستقلال في كيانات في عدد من أقاليم شبه الجزيرة العربية؟ كانت إرادة الأحرار، عملا مثالا في الثورة ضد مثل هذا الظلم. فكانت إرهاصات وتداعيات خضوع أمراء البلد الحرام بولاءات بالإكراه والتبعية، مشعلا لبقية الأنظمة السياسية في بقية أركان شبه جزيرة العرب، في إشعال الثورة في عسير ونجد بوجه خاص ـ ضد الحكم التركي المستبد؟

هنا استقراء للحالة التي برز فيها رجال كانوا أبطالا وقادة للشعوب التي كانت ضمن ولايات مناطق نفوذهم الاستقراء هنا من خلال محاولة لاستنطاق بعض الوثائق التي عولجت وفق معايير متنوعة ومختلفة. لكن معالجتنا هنا وفق محددات ثلاث مشتركة بينهم هي:

الظهور الزمني المتزامن - حالة الأسر - النفي والقتل

والشخصيات المختارة هم :

•الأمير طامي بن شعيب المتحمي، أحد أركان الكيان السياسي في إقليم عسير.

•الأمير بخروش بن علاس الزهراني، أمير زهران.

•الإمام عبد الله بن سعود أمير نجد.

لا شك أنه قد كتب عن الموضوع مدار البحث هنا دراسات وبحوث سابقة، يصعب الإلمام والوقوف عليها، لكن حسب اطلاعي، لم يسبقني إلى هذا الإطار أحد؟

أسهمت الوثائق المخطوطة في تبيان ما صار من صراعات بين الإمارات من أجل السيطرة على مكة، والسبب المعلن هو من أجل حماية الأماكن المقدسة وكف منع سلطات مكة الحج لبعض التابعين لبعض تلك الإمارات.

التساؤل عن غياب عناية مناهج التاريخ الوطني عن ذكر أبطال كانت لهم أدوار وإسهامات جليلة في الدفاع عن الأمة لسانا وإنسانا، وبالتالي كان في هذا إنجاز كبير وأساس متين لوحدة المشاعر والشعور ووحدة الوطن.

هؤلاء الأبطال ليس لهم تاريخ في مسيرة التاريخ الوطني الذي يدرس في الجامعات ولا المدارس، فهل هم أبطال بلا تاريخ؟ حتى في ذاكرة الأجيال والوطن؟؟

لقد دارت حروب قاسية شنها الأتراك وقادها عدد من القيادات العسكرية المتمرسة على أساليب القتال، ضد العرب في جنوب الجزيرة ووسطها على وجه الخصوص.

ورغم تعدد الأسباب إلا أن سياسة التتريك كانت من أقوى العوامل حيث صار الأتراك ينادون بمحو اللغة العربية بل وتحويل الدين الإسلامي إلى اللغة التركية، والحرب مليئة بالمآسي والقسوة والعنف والمخادعة، لكن الهمجية والوحشية التي مارسها الترك ومن عمل في جيوشهم، ضد العرب كانت في غاية الفحش، وبما لا يتفق مع أية أعراف في الحروب من ضمان حرية أهل البلدان المحتلة ومعاملة قادة الحرب ليس المجال هنا لتعداد وذكر أسماء قادة المقاومة للتحرر من الاحتلال والنفوذ التركي في شبه الجزيرة العربية، ولا الفرسان والأبطال الذين كانت لهم صولات وجولات من البطولة، فهم كثر في عسير ونجد والحجاز وكل البلاد العربية من صفات طامي : ذو قوة فطرية طبيعية، قصير القامة ذو لحية طويلة بيضاء نظراته ثاقبة، متهكما ولكنه كان مؤدبا تجاه الباشا التركي.

أما بخروش فرغم ما قام به هذا الرجل البطل من أعمال قيادية في مقاومة الوجود التركي في مناطق الحجاز وعسير وبالذات في معركة بسل المشهورة، إلا أن شح ذكر المصادر التاريخية له، كان سببا في غيبته عن مسار التاريخ الوطني الحديث، لكن الأمر ليس خلوا من ذكر له في مصادر تاريخية، وربما كان الشعر الشعبي العامي في قبيلتي غامد وزهران قد سجل بعض القصائد التي أطرت الرجل وأعماله البطولية.

أسهبت عدة مصادر في وصف مقاومة عبد الله بن سعود، رغم قلة حنكته السياسية والحربية مقارنة بما كان لوالده سعود، إلا أن الرجل أبلى بلاء حسنا وتحمل أقسى ألوان الضيم وأكبرها الأسر والنفي ثم القتل.

الأبطال الثلاثة لا ذكر لهم في مناهج كتب التاريخ الوطني التي تدرس في الجامعات، بل ولا في بحوث جمعية التاريخ ولا غيرها من مراكز البحث العلمي المعنية بالتاريخ الوطني.

إن استمرار تغييب الأبطال من ذاكرة الأجيال فيه ظلم للتاريخ الوطني، وغمط حق مستحق لقادة كانوا من مشاعل التنوير والمقاومة ضد الوجود التركي وسياساته التي كادت تقضي على العرب.

منقول للفائدة

دمتم بود

محمد ناصر الأسمري

جريدة الوطن

الاثنين 1 جمادى الآخرة 1430 ـ 25 مايو 2009 العدد 3160 ـ السنة التاسعة

[عاج و أبينوس]

أبطال لم نسمع صدى تضحياتهم نحن الآجيال اللآهية
فطامي أو البيرق كما كان يلقب دفع حياته مقابل تصديه لوحشية الترك والتي تجلت في طريقة قتله
,حيث اقتيد مكبلا على جمل إلى القاهرة وهو الشيخ الكبير
و رأس الأمير بخروش ( أمير زهران ) يتدلى من على رقبته مدة من الزمان
حتى قطع رأسه هو الآخر هناك بعد أن أُهين و شُهر به في أرض غريبة.

بارك الله فيك أخي المنسي على هذا الطرح المميز
و الذي عرفنا بشخصيات سقطت سهواً من كتب التاريخ

دمتَ وعين الله ترعاك

[الجوريه]

توضيح ومعلومات شيقه جزاكم الله كل الخير ونفع بكم

بارك الله فيكم وجزيل الشكر لكم

[اميرة الوجدان]

معلومات جديدة ومفيدة
كل الشكر لك
تقبل مروري

[الياسمين]

محن وأحداث تداخلت في مرحلة كانت صعبة في الجزيرة العربيه

برز خلالها ابطال ورجال تسطرت أسمائهم في صفحات التاريخ

وخفى منهم رجال وقادة دور عظيم كان لبعضهم واعمال فذه للبعض الآخر

وربما رافق ذلك عوامل ومجريات لأحداث ..طوت أسماء أولئك

جزاك الله خير معلومات وقيمه أثابكم الله

بارك الله فيكم

[(المنسي)]

أسعدتموني بهذا التواجد الرائع
أخواتي القديرات
عاج وأبينوس
الحورية
أميرة الوجدان
الياسمين

وعندي إضافة على الطرح ربما غفل عنها كاتبنا الأسمر ي وتداركها كاتبنا خلف الحربي _أحد الأقلام المميزة حقيقة لبعضٍ من قادة الجزيرة الذين تناساهم التاريخ وهذا ماجاء في مقالته ..
(ولكن هناك أيضا العديد من القادة البارزين الذين توقف عندهم المؤرخون طويلا ومنهم مسعود بن مضيان قائد المقاومة في المدينة المنورة الذي تصدى للغزاة طويلا حتى تم القبض عليه ونقل إلى إسطنبول حيث أعدم وعلقت جثته على باب السراي السلطاني وأقيمت الولائم احتفالا بإعدامه، ومنهم أيضا القائد الشهير عثمان المضايفي الذي قاد المقاومة في نواحي الطائف وحارب بشجاعة منقطعة النظير حتى تم القبض عليه ثم أعدم في إسطنبول، وهناك بالطبع عشرات القادة والفرسان الذين لا يمكن تجاهل سيرهم البطولية (بعضهم أعدم داخل الجزيرة العربية) ولكنني أوردت هذين الاسمين لأن زميلنا الأسمري جعل مقياس الشخصيات المختارة محصورا في قادة المقاومة الذين تعرضوا للنفي والإعدام، بل إن المقاومة الشرسة لم تكن مقصورة على الرجال فقط فالدور الكبير الذي لعبته غالية البقمية في التصدي للغزاة حاضر بقوة في صفحات التاريخ.
وفي نهاية الأمر أنا لا أختلف مع الأسمري حول أهمية تخليد سير هؤلاء الأبطال بل إن فكرته تستحق التحية والتقدير ولا أرى أن الأمر يجب أن يتوقف عند المناهج الدراسية بل يجب أن يتخطاها ليشمل إنتاج أفلام وثائقية وإنشاء متاحف لإلقاء الضوء على تلك الحقبة المجيدة من التاريخ السعودي)انتهى.
بقلم ..خلف الحربي
لكم شكر ي وامتناني
دمتم ودام تواجدكم الميمون