منتديات الحجاز الثقافية  

 


استرجاع كلمة المرور طلب كود تفعيل العضوية تفعيل العضوية
العودة   منتديات الحجاز الثقافية ( ثقافية - تاريخية - أجتماعية ) - alhjaz forums of cultural > منتديات الحجاز العامة - Alhjaz General Forums > الحجاز العام

الحجاز العام الحوار العام لكل ما يتعلق بالمواضيع العامة التي لا تنتمي إلى قسم معين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-01-2010, 12:23 PM   #19
alma7i
Owner Alhjaz Forums
Abu Abdallah
 
الصورة الرمزية alma7i
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
الدولة: Al-MaDiNaH
المشاركات: 13,964
معدل تقييم المستوى: 200
alma7i has a reputation beyond reputealma7i has a reputation beyond reputealma7i has a reputation beyond reputealma7i has a reputation beyond reputealma7i has a reputation beyond reputealma7i has a reputation beyond reputealma7i has a reputation beyond reputealma7i has a reputation beyond reputealma7i has a reputation beyond reputealma7i has a reputation beyond reputealma7i has a reputation beyond repute
افتراضي

حلقات رائعة الله يجزاك الجنه أبو فهد ..
ننتظر ماتبقى من الحلقات القيمه والهادفه ..
لاتحرمنا مزيدا من تألقك المعهود حفظك الله ..





دمت بحفظ الله ،،،
__________________

[
وما من كاتبٍ إلا سَيُفنى* * * ويُبقِي الدَهرُ ما كَتبَت يداه
فلا تكتُب بكفكَ غير شيءٍ * * * يَسُرَكَ في القيامةِ أن تراه


alma7i غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 31-01-2010, 08:43 PM   #20
shefdad
حجازي غير
 
الصورة الرمزية shefdad
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: Saudi Arabia
المشاركات: 4,753
معدل تقييم المستوى: 33
shefdad is a splendid one to beholdshefdad is a splendid one to beholdshefdad is a splendid one to beholdshefdad is a splendid one to beholdshefdad is a splendid one to beholdshefdad is a splendid one to beholdshefdad is a splendid one to behold
افتراضي

جزاك الله خير اخي الفاضل

على الرحلة التي تحوي الكثير من الدروس والعبر
قرأت بعضا منها و لي عودة لإكمالها
ان شاء الله
__________________


shefdad غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-02-2010, 07:38 PM   #21
العــــــمدهـ
المـديـــر العــام
عمـــدة المـنتـدي
عضو مؤسس
 
الصورة الرمزية العــــــمدهـ
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
الدولة: Wolverhampton
المشاركات: 2,001
معدل تقييم المستوى: 24
العــــــمدهـ رائعالعــــــمدهـ رائع
افتراضي

الحلقة الرابعة والخمسون

كون شيخنا مشرفا على الدعوة في صالة الحجاج وكذلك في الميناء
فقد توجهنا لجدة لزيارة الميناء والصالة ..
حيث عينت الوزارة عددا من المشائخ والدعاة يقومون بتوعية الحجيج
القادمين من البحر والجو ..
في أحكام الحج والدين والعقيدة وغير ذلك ..
ويوزعون عليهم آلاف بل ملايين المناشير والكتب والمصاحف والأشرطة..
من الدعاة في صالة التفويج في الميناء صاحب الفضيلة الشيخ
عبد الله القصير وأكرم به وانعم من عالم جليل
لقد تعجبت والله حينما رأيته يقف بنفسه يوزع على الحجيج الكتب
ويجيب على أسئلتهم ..
رغم شدة الحر والزحام الخانق وانبعاث الروائح الكريهة بسبب القرب من
أحواض السفن ...
جاءه رجل من السودان يعترض عليه في مسألة عقدية ذكرت في كتاب قرأه
تتعلق بالقبور والزيارة ونحو ذلك..
فوقف له الشيخ عبد الله يحاوره بهدوء وأدب ويستمع لاعتراضاته ..
دون أن يضجر من كلامه وخزعبلاته!!
فلله در دعاتنا فما أحسن ما يقدمونه للأمة ..
ثم حظهم من البعض النيل من أعراضهم والقدح فيهم!!
يذكرني هو وأمثاله من الرجال بقول الشاعر :
وليس أخو الحاجات من بات نائما ولكن أخوها من يبيت على رحل!!
جعل الله ذلك في موازين حسناته هو وعشرات الجنود المجهولين
الذين يعملون تحت إشرافه..
أطمأن شيخنا على أحوالهم وتشاور مع المشائخ فيما يقترحون من برامج
ومناشط وكتب ونحو ذلك ..
ثم انطلقنا لزيارة صالة الحجاج في المطار..
كانت في تلك الأيام معرفتي بالطرق في جدة ليست بذاك..
ولقد تهنا في الوصول للصالات لأكثر من ساعتين..
أستغرقها شيخنا بقراءة ورده حتى تعب ونام !!
وصلنا لمدينة الحجاج أخيرا وقد بلغ بنا التعب مبلغه ..
وهي مدينة بما تعنيه الكلمة من معنى..
تقوم لعدة أسابيع ثم تختفي بين عشية وضحاها.. كما قامت!!
فيها أسواق وبنوك ومحال تجارية ومستشفيات وجوامع
وكل الخدمات العامة التي يحتاجها حجاج بيت الله ..
وصلنا هناك .. وكان ذلك بعد صلاة الظهر ..
وقد خرج الناس من المسجد الكبير في وسط الصالات..
حيث كان اللقاء متفق عليه في الجامع وسيلقي شيخنا كلمة للحجيج ..
ولكن لتأخرنا فقد خرج الناس وبقي المسجد شبه خال..
توضأنا ودخلنا للمسجد وصلينا الظهر ..
كان شيخنا مجهدا ومرهقا بسبب ضغط الأيام الماضية ..
كان الجو لطيفا في المسجد وبرودته معتدلة ..
فاستغل شيخنا تلك الدقائق ولف عمامته على وجهه وتوسد يده ونام..!!
فجاء المشائخ فأشرت لهم من بعيد !!
فأشاروا لي: هل هذا الشيخ ؟؟
فحنيت رأسي وقلت لهم : نعم ودعوه ينام قليلا..
فغط في نومة هنيئة حتى شخر ..!!
فسعدت بذلك.. واغتبطت ..
وجلست مع المشائخ في زاوية المسجد حتى لا نزعج الشيخ..

---------- المشاركة أضيف في 06:38 pm ---------- التعديل الاضافي في 06:36 pm ----------

ذكر لي شيخنا رحمه الله ..
أنه كان في سنوات ماضية يلقي دروسا للحجاج من جميع الجنسيات
وغالبهم من أفر يقيا..
تقدم له رجل أفريقي ويتكلم العربية وقال للشيخ: أنت تعلم الناس مسائل
مهمة في العقيدة والأحكام ولكن يحول بينك وبينهم اللغة !!
فغالبهم لا يفهم العربية فما رأيك أن أترجم كلامكم بلغة قومي؟؟
فقال الشيخ : لا بأس ..
فترجم ذلك الرجل لشيخنا مدة من الزمن ..
وفي خلال كلام شيخنا سمع لغطا من خلف الصفوف ..
وقام رجل وقال: ياشيخ إن هذا المترجم رجل كذاب !!
فهو يحرف كلامكم ويبدله بعمد لفساد معتقده ..
فقام مجموعة من الناس وأكدوا كلام الرجل..
فالتفت شيخنا للمترجم وقال له: قم .. وسوف أتكلم بالعربية فمن يفهم
فليفهم وأمري على الله !!
روى لي احد طلبة العلم الثقات يقول: اجتمعت يوما في الحرم في شهر رمضان
بعدد من المسلمين الأفارقة من نيجيريا والذين تحلقوا لاستماع درس شيخن
محمد رحمه الله في الحرم..
وكان بعضهم يبكي بحرقة ويرفع يديه بالدعاء بكلام لا افهمه!!
فسألتهم : لماذا يبكون ؟؟
فقالوا : كنا مجموعة من النصارى أهدانا أحد طلبة العلم في نيجيريا شريطا
للشيخ محمد في العقيدة فأسلم بسبب ذلك الشريط ثمانية عشر شابا
ومنهم هؤلاء الفتية الذين يبكون فرحا لرؤيتهم للشيخ
ويدعون الله له فالفضل له بعد الله في إسلامهم !!
وأذكر مرة أنه زار شيخنا في الحج مجموعة من الأمريكان السود ..
وكانوا يتكلمون العربية بفصاحة مطلقة وكأنهم عرب أقحاح؟؟
قالوا للشيخ : نحن تلاميذك!!
فقال: لا أذكر أنكم درستم عندي!!
فقالوا : ياشيخ لقد سمعنا شروحك من الأشرطة في الواسطية وكتاب التوحيد
وغيرها فنحن نعتبر أنفسنا تتلمذنا عليك!!
ذات ليلة قال لي الشيخ مازحا : لدي درس الليلة الساعة التاسعة في أمريكا!!
فقلت له ضاحكا ومتعجبا: أتسخر مني؟؟
فقال: هل تريد ترى هذا بنفسك؟؟
فدخلت معه لملحق بيته ، واتصل عليه شخص من أمريكا على هاتفه
وقال ياشيخ : نحن جاهزون ؟؟
فإذا هي محاضرة عبر الهاتف يلقيها شيخنا و يستمع لها في أكثر من خمسين
مركزا إسلاميا في الولايات المتحدة !!
استيقظ شيخنا من نومه وتلفت حوله ومسح بيديه على وجهه
فلما رآه المشائخ قاموا إليه..
وسلموا عليه وتحلقوا حوله واستمع لهم ولبرامجهم وحصروا بعض النواقص
والاحتياجات من كتب وغيرها ..
ثم رجعنا لمكة لكي نستعد لأداء مناسك الحج..
تكفل الشيخ إبراهيم آل الشيخ بتنظيم كل ما يتعلق بحجنا
من تنقل وسكن وخدمات وتغذية فجزاه الله خير الجزاء.
حيث أن لديه فريقا كبيرا من الرجال المخلصين كل قد حدد له عمله ووظيفته
أمرني الشيخ ذلك اليوم بالاغتسال للباس الإحرام كما هي السنة
واغتسل الشيخ ولبس إحرامه وتدهن بقارورة كاملة من الطيب
دهن بها شعر رأسه ولحيته
حتى رأيت الطيب يتقاطر من لحيته..
ولقد فعل شيخنا ذلك تعبدا لله تعالى واقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم
كما روت عائشة رضي الله عنها في إحرامه عليه السلام ..
ركبنا الباص الصغير المخصص لنا وبرفقتنا عائلة الشيخ إبراهيم في الخلف
كان شيخنا يلبي ويرفع صوته بالتلبية حتى بح صوته ..
كما كان يفعل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم..
كان السائق محترفا وخبيرا بالطرق ..
فأوصلنا لمخيمنا في منى والملاصق لمخيم سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله
فأنعم بها من جيرة ..
يحتوي المخيم على عدد كثيرة من الخيام جزء منه مستقل للنساء
تتوسطه خيمة كبيرة للصلاة والدروس..
يلقي فيهنا الشيخ الدروس والكلمات بعد كل صلاة ..
ولا يجد شيخنا في تلك الأيام الفضيلة وقتا للراحة إلا ما ندر
فهو كما قال الشاعر:
فلو لم يجد في كفه غير روحه لجاد بها فليتق الله سائله..
فو الله لم ترى عيني ولا ادعي أنه لا يوجد!!
لم ترى عيني رجلا يبذل وقته للعلم والتعليم وتفقيه الناس مثل شيخنا
خلا شيخه وإمام الجميع الشيخ ابن باز رحمهما الله
كان الشيخ ابن باز رحمه الله يجل شيخنا ويحبه حبا جما
وكان شيخنا يبر بشيخه ويصله كما يفعل الولد مع أبيه ..
ويفرح الشيخ ابن باز حين يعلم بوجود تلميذه البار..
ذات مرة جئنا لمنزل سماحة الشيخ ابن باز في مكة
فسلم عليه شيخنا وقبل رأس شيخه ..
ثم جلس شيخنا في مكان بعيد عن الشيخ قليلا..
وكان بجوار الشيخ ابن باز يجلس أحد المشائخ الفضلاء..
فقال الشيخ ابن باز: وين الشيخ محمد ؟؟
وضرب بيده على الكرسي الذي بجواره ..
فقام الشيخ الذي عن يمينه من مكانه واستبدله بمكان شيخنا..
فلا تسل عن الأنس وفرح الشيخ ابن باز بأن يوضع شيخنا في موضعه الذي
يستحقه ويقدر التقدير الذي يليق به..
لا اعلم أن شيخنا ذهب لمدينة يعلم أن شيخه ابن باز فيه
إلا وابتدأ بزيارته والسلام عليه قبل أي شيء آخر..
أذكر مرة ذهبنا لمكتب الشيخ ابن باز في الرياض..
فقيل لشيخنا : هو في اجتماع مع اللجنة الدائمة ..
فيهم سماحة الشيخ وكذلك الشيخ عبد العزيز آل الشيخ المفتي الحالي
والشيخ ابن غديان والشيخ الفوزان والشيخ بكر أبو زيد..
حينما دخلنا عليهم ..
رأيت الشيخ ابن باز مادا رجليه على طاولة وضعت أمامه
و حاسر الرأس..
فأراد المرافق أن يلبسه شماغه فقال الشيخ ابن باز:
لا .. لم يدخل علينا غريب!!
كما قلت كان التلميذ بجوار شيخه في المخيم..
وتحابا في القلوب وتجاورا في قبريهما بمكة في مقبرة العدل..
وأرجو المولى سبحانه أن يتجاورا في القصور في الفردوس الأعلى
__________________


تـَوَكـّلـْتُ في رزقي على الله خـَالـقـِي وأيـْقــَـنـْتُ أنَّ الله لا شـَـكَّ
رَازقـِي

ومَا يـَكُ مـِنْ رزقٍ فـَليْسَ يـَفـُوتـُني ولوْ كـانَ في قاعِ البـِحَار
الـعـَوامـِق ِ

سـَيأتـي بـِه ِالله العـَظــيــمُ بـِفـَضْـلِه ولوْ لمْ يـَكـُنْ مِـنّي اللـسَـانُ
بـِنـَاطـِق ِ
العــــــمدهـ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-02-2010, 04:16 PM   #22
العــــــمدهـ
المـديـــر العــام
عمـــدة المـنتـدي
عضو مؤسس
 
الصورة الرمزية العــــــمدهـ
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
الدولة: Wolverhampton
المشاركات: 2,001
معدل تقييم المستوى: 24
العــــــمدهـ رائعالعــــــمدهـ رائع
افتراضي

الحلقة الخامسة والخمسون

منذ اليوم الأول لوصولنا لمنى ولا ترى شيخنا إلا في درس أو إجابة فتوى
أو عبادة وذكر وتلاوة ..
وفي فراغه إن وجد ليلا بعد العشاء كنت أجلس معه وأقرأ عليه مما ييسره الله
كانت الوفود والزوار لا تنقطع طوال تلك الأيام عن التوافد للمخيم ..
ممن سعدنا برفقتهم تلك الأيام في الحج الأخ الشيخ خالد الشريمي حفظه الله
وهذا الرجل من أصحاب شيخنا ومن محبيه لأكثر من عشرين سنة ..
قمت بتسجيل تلك الدروس والفتاوى طوال مكوثنا في منى في التروية وكذلك في أيام التشريق .. وقد سلمت تلك النسخ لا حقا للإخوة في مؤسسة الاستقامة
كنت أتلوا على الشيخ أسئلة الناس وغالبها يتعلق بالحج والمناسك ..
وكانت بعض الأسئلة تحتاج لنقاش مع السائل لاستيضاح بعض التفاصيل
فكان الشيخ قبل أن يجيب على الفتوى يقول أين السائل ؟؟
فإن رفع السائل يده أجابه وإلا تركه !!
من المواقف التي أذكرها في تلك الليالي :
حيث صادف أن سأل أحد الناس سؤالا وكان من ضمن الحضور الأمير بندر بن عبد العزيز.. ومعه مجموعة من حرسه وجنوده وحاشيته..
وكلهم جلوس منصتون لشيخنا وحديثه ..
يقول ذلك السائل في أول سؤاله : أنا رجل مقيم في المملكة من سنتين وليس لدي إقامة وأكمل سؤاله ...
فقال الشيخ وهو يضحك: أين السائل ؟؟
فضج الناس بالضحك .. حيث علموا أنه لن يجرأ برفع يده !!
في اليوم التالي توجهنا بالباص إلى عرفات ..
وكان ذلك اليوم شديد السخونة والزحام حول المخيم هائلا ..
وتفرغ شيخنا ذلك اليوم كله تقريبا للتعبد والذكر وقراءة القرءان
ولا أذكر أنه ألقى دروسا أو محاضرات ..
أحضر لنا مذياع واستمعنا لخطبة مسجد نمرة ..
وبعد انتهاءها أمنا شيخنا بالظهر والعصر جمعا وقصرا
بعد صلاة العصر وانتشار الظلال وضعت بسط خارج المخيم ..
وجلس شيخنا عليها واستقبل القبلة ومكث رافعا يديه يدعوا ويستغيث
حتى غربت الشمس..
همست في أذنه وهو يدعو بكلام ..
وأرجوا الله تعالى المولى أن يستجيب لدعائه رحمه الله !!
بعد ذلك ركبنا سياراتنا وتوجهنا لمزدلفة ..
صلينا المغرب والعشاء وأوترنا ونمنا ..
عند منتصف الليل استيقظ الشيخ وتعشى .. بعد ذلك افترقنا فرقتين
الكبار في السن العوائل تذهب مبكرا للرمي كما رخص بذلك والمجموعة الأخرى تمكث لترمي في اليوم التالي..
وكنت أنا والشيخ مع العوائل وكبار السن ..
قبل أن نصل للجمرة الكبرى أمر الشيخ سائق الباص بالتوقف ..
ثم قال لي: انظر هل غاب القمر؟؟
فخرجت ونظرت فرأيته على وشك الغياب..
فقال الشيخ : إلى أن نصل يكون قد غاب .. توجهنا للجمرة ورمينا ثم توجهنا للحرم وطفنا الإفاضة وعدنا للمخيم بعد الصبح ..
حلقنا وتحللنا ولبسنا الثياب ..
ولا أدري هل حلقنا بعد الرمي مباشرة أم بعد رجوعنا للمخيم ؟؟
ومع ذلك فكله مباح !!
اغتسلت ذلك اليوم ولبست أحسن ثيابي ولم يكن معي سواه..!!
وتبخرت بالعود الذي أحضره الشيخ إبراهيم جزاه الله خيرا..
قال الشيخ لي: اتصل علي الملك ودعاني لقصره للمعايدة ..
فقلت له : هل ممكن أن أرافقكم؟؟
فقال : إن أردت!!
فقلت : بلى أريد..
وبما أننا متمتعون فقد بقي علينا الهدي..
وقد كلف شيخنا أحد رجال الشيخ إبراهيم العقلاء بشراء كبشين أحدهما عن شيخنا والآخر عني..
جزا الله شيخنا عني خير الجزاء فقد تكفل عني بكل شيء..
فهل لمعاتب لي ، حق أن يلومني بكتابة هذه الرواية عن هذا الرجل الكريم ؟؟
ألا قاتل الله الظلم والبغي!!
قال الشيخ : هيا تعال اذبح هديك!!
فقلت له : والله لم يسبق لي أن ذبحت دجاجة فكيف تريدني أذبح هذا المخلوق الكبير؟؟
فقال : اذبحه وغيرك يتولى سلخه وتقطيعه..
فقلت : أعفني..
فقال: أبدا لا أعفيك تعال وسأعلمك وافعل مثلما افعل أنا..
فقدم الكبش الأول ووضع شيخنا الشفرة على حلقه فذبحه ولم يبد لي ذلك عسيرا .. !!
فتشجعت وقلت أنا لها!!
فأمسكت بالشفرة وقرب لي كبشي ووضعت الشفرة على حلقه ..
فلما رأيت عيون الكبش تزيغ من هول ما يقدم عليه ترددت!!
فقال الشيخ ومن حوله : هيا اذبح وسم وكبر ..
فحركت الشفرة فشخر الكبش وهاج وكاد يفلت فكبسه من بجواري وقال :
أجهز عليه !!
فأكملت ذبحه وتطاير الدم حتى امتلأ ثوبي ووجهي بالدم ..
وسكن الكبش ..
فنظرت لشيخنا فكان وجهه مضيئا كالصفيحة وهو مبتسم رحمه الله ورضي عنه..
قلت له : لا أملك غير هذا الثوب حتى أرافقكم للملك..
فقال: مرة ثانيه إن شاء الله ..
تمنيت رفقة شيخنا فهي التجربة الأولى لي في رؤية هذه الشخصية الكبيرة ولكن هذا قدر الله..
ولقد دخلت مع شيخنا للملك فهد رحمه الله عدة مرات ..
أذكر مرة أن شيخنا قال لي: سنذهب الليلة للملك فهد في جده ..
ولم يسبق لي رؤية الملك عيانا قبل ذلك اللقاء..
وكان ذلك بعد اجتماعات هيئة كبار العلماء في الطائف..
رجوت شيخنا أن يبدل ملابسه لذلك اللقاء
فهي شبه بالية ولديه ما هو أنظر منها وعباءته معرفطة!!
و نعله تليك مخيطة الأطراف!!
فأبى وقال : أقابلهم بما أقابل به ربي!!
وأردت أن أبدل ثيابي فقال لي: ثوبك جميل ولا داعي لتغييره !!
فقلت في نفسي: يسعني ما يسعه .. رحم الله هذا المربي والزاهد ..
نزلنا لجده ووصلنا للقصر ..قريبا من منتصف الليل..
حينما وقفنا على البوابة نظر الضابط في وجه الشيخ فعرفه ولم يطل ..
وقال للجنود : افتحوا الباب للشيخ ابن عثيمين ..
دلفنا للقصر الفخم والكبير والذي لم أشاهد له مثيلا حتى هذه الساعة
في بهائه وجماله وفخامته ..
رزقنا الله وإياكم القصور في الفردوس الأعلى..
بحثنا عن موقف لسيارتنا بجوار السيارات الفخمة والبهية .. وبالكاد وجدت
ولقد سبق أن رجوت الشيخ أن انزله أمام بوابة الإيوان
لكي ينزل هو وسوف ألحقه
فرفض وقال : ندخل معا ونخرج معا!!
وصلنا لبوابة الإيوان وكان الحرس وخدم القصر ورجاله كالذر عددا
عن اليمين والشمائل..
كل من رآنا جاء للشيخ وسلم عليه ..
فاجأني شيخنا بسرعة خطوه وعجزت عن مسايرته و كان يمر من تحت
أجهزة كشف المعادن ولا يتوقف لها ولا يعبأ بها ..
بالنسبة لي أنا فقد أمسك بيدي العسكر مرتين ليردوني للتفتيش
فكان الشيخ يشير لهم فيتركوني إكراما له ..
دخلنا الإيوان الأول ومن بعده إلى إيوان ابهر منه وأجمل وأفسح..
ومنه دخلنا لمجلس كبير وهائل ..
يكاد ضوءه وتوهجه يخطف الأبصار..
ومع كبر حجمه وفساحته واتساعه إلا أنه بلا أعمدة تحجب الرؤية!!
قد رصت في جميع أطرافه المقاعد الوثيرة والفخمة وعليها من البشر والخلق
من لا يحصيهم إلا الله ..
في صدره كان يجلس الملك .. وعرفته منذ أن رأيته ومنذا يخفاه ؟؟
رحمه الله وعفا عنه ..
حينما رأى الملك شيخنا قام فقام كل من في المجلس وهذا من عاداتهم
فخجلت واستحييت وهبت ذلك المنظر..
فدخلت عن يمين المجلس واختفيت خلف الصفوف..
وكنت أراقب ما جرى..
كنت أرى شيخنا يسير لوحده في وسط المجلس الفسيح ..
وتقدم له الملك فالتقيا في وسط المسافة .. فاحتضنا بعضهما بعضا ..
وقبل الملك على انف شيخنا كما هي عادتهم..
في إكرام العلماء..
سمعت رجلا بجواري متعجبا يقول: من هذا ؟؟
فقال الآخر وكان متكئا ويحرك سبحته قال: هذا المهندس ابن عثيمين!!
نرجع لمنى!!
من السنن أن لا يأكل المتمتع شيئا قبل أن يذوق من هديه
كما هو الحال في الأضحية..
طبخ لنا من كبد الكبشين فافطرنا عليهما ..
ثم خرج الشيخ من الخيمة ودخل على المخيم المجاور للسلام على شيخه ابن باز
للمباركة له بالعيد ..
فاستعرت ثوبا من احدهم ولحقت به ..
فوجدته مع الشيخ ومعهما الشيخ حمد الموسى
رفيق الشيخ ابن باز في حله وترحاله..
قال لي مرة الشيخ حمد: أغبطك على صحبة الشيخ محمد !!
قبلت رأس الشيخ ابن باز فسأل : من أنت ؟؟
فقال له شيخنا: هذا أحد تلاميذنا واسمه فلان بن فلان..
فدعا لي الشيخ ..
رحمهم الله ورضي عنهم وجمعنا بهم في جنات النعيم

---------- المشاركة أضيف في 03:16 pm ---------- التعديل الاضافي في 03:14 pm ----------

الحلقة السادسة والخمسون

لم يطل شيخنا الغياب عند الملك ..
قال لي الشيخ ذلك اليوم: أنه فقد السائق الذي يوصله للمخيم فبقي واقفا محتارا ولا يدري ما يفعل ..
فلمحه الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وهو ذو علاقة ومعرفة عميقة بشيخنا ..
فسلم عليه وقال : هل تنتظر أحدا ؟؟
لاحظتك واقفا لوحدك؟؟
فقال شيخنا : سائقنا تأخر..
فنادى الأمير سعود الفيصل على سيارته الخاصة وأمر سائقه بتوصيل الشيخ فحمده شيخنا على ذلك وأكبرها منه ..
كنا في أغلب الأوقات نبقى في المسجد لاستماع الدروس والفتاوى ..
وهذا هو غالب أمرنا ..
وأما في الأوقات الأخرى فنجتمع بالشيخ في خيمة كبيرة عبارة عن مجلس للضيوف ويستقبل فيها الوفود الزائرة من داخل وخارج المملكة..
جاء رجل في تلك الأيام وزعم للشيخ أن المسالخ التابعة للبنك الإسلامي للتنمية في منى لا تقوم بنحر الإبل كما هي السنة وكذلك ذكر ملاحظات حول التذكية الشرعية للأغنام..
فلم يرد شيخنا أن يجيبه على زعمه حتى يتأكد مما نقله له..
فكلفني أنا وشخصين اثنين بالذهاب لزيارة المسالخ والإدارة المشرفة
للتأكد من صحة تلك المعلومات خاصة وأن البنك يشرف سنويا على مئات الألوف من الأضاحي والهدي ذبحا وتخزينا وتوزيعا حول العالم..
وصلنا للمسلخ بعد معاناة وبحثنا عن موقع نحر الإبل فقالوا لقد انتهوا من ذلك
فلما نتمكن من رؤيتها على الطبيعة ..
توجهنا للإدارة فأحالونا لشخص وقالوا : هو مدير هذا القسم ..
فدخلنا عليه مكتبه فاستقبلنا ببرود ولم يعرنا أي أهمية وكان يدخن بشراهة
طوال جلستنا معه..
شرحنا له هدفنا من الزيارة ومن كلفنا بذلك فازداد تجاهلا لنا!!
ولم يفدنا بشيء ولم يرد إعطائنا أي معلومات ..
فخرجنا من عنده وقد بلغ الحنق بالأخوين الآخرين مداه..
رجعنا للشيخ وشرحنا له ما حصل ..
فاسترجع وقال : خيرا إن شاء الله !!
في اليوم الثاني وهو الأول من أيام التشريق ..
زارنا في المخيم الدكتور محمد علي مدير عام البنك الإسلامي بنفسه!!
وقدم اعتذاره للشيخ عما حصل ولا ادري كيف بلغه الموضوع..
وأصر على شيخنا أن يرافقه بنفسه للمسالخ لرؤية الموضوع على الطبيعة
والدكتور محمد علي رجل مؤدب ومتواضع وخلقه وبشاشته تأسر القلوب
وهكذا كان!!
انطلقنا بسيارته وأصر على الشيخ أن يركب هو في الخلف وشيخنا بجوار
السائق وكانت لفتة كريمة منه ..
قبل دخولنا للمسالخ مر بنا الدكتور على مكان الذبح العام حيث يقوم الحجاج
بذبح هديهم وهذا خارج إشراف البنك ..
ويا للعجب!!
رأينا ذلك اليوم منظرا لا أنساه ما حييت ..
حيث تكدست عشرات الألوف من الأغنام المذبوحة على مد البصر
والملقاة بعضها على بعض وقد تعفنت وتجمعت عليها الحشرات وصدرت منها
روائح قاتلة ..
وكان غاية الدكتور أن يري الشيخ دور البنك في محاولة القضاء على تلك المشكلة
المزمنة ..
حيث رفع عن الناس حرجا شديدا واوجد لهم بديلا ملتزما بالضوابط
الشرعية ويبرئ الذمة ..
قال لنا الشيخ ذلك اليوم : قبل سنوات بعيدة في شبابي
اشتريت أنا وعدد من الإخوة والأصحاب جملا لكي نهديه عنا جميع
وكنا سبعة..
وكان عدد الأضاحي ليس بالكثرة الآن والحجاج اقل..
يقول شيخنا نظرا لوجود عدد كبير من الفقراء حولنا وكل واحد منهم احضر
سكينه وساطوره بيده!!
فقد حاولنا الابتعاد عنهم حتى يسهل علينا النحر والسلخ وتقطيع الذبيحة..
قال الشيخ : ما إن سقط جملنا حتى تساقط الناس علينا من كل مكان
فقطعوا البعير وجزءوه في دقائق معدودة !!
أما الحال ألان فهذا الذي نراه والله مأساوي !!
تجولنا في المسالخ وتأكد الشيخ بنفسه من سلامة طريقة الذبح والنحر وأن
العتب على الناقل سامحه الله..
ونحن نتجول في المسلخ جاءنا رجل وعيونه غارقة بالدموع ..
فتأملت وجهه فإذا هو صاحبنا الذي دخلنا عليه بالأمس وتجاهلنا
وقد كان كسيرا حزينا فسلم على شيخنا واعتذر منه واعتذر منا جميعا
أخذه شيخنا على انفراد ..
وتحدث معه وابتسم في وجهه وتهلل وجه الرجل وضحك ..!!
وأخبرني الشيخ لا حقا انه نصحه بترك الدخان فوعده بذلك
ولعل الله تعالى عافاه..
مرت تلك الأيام بوتيرة واحدة ..
كنا نذهب لرمي الجمرات مشيا على الأقدام ..
حيث أن مخيمنا ليس ببعيد عنها..
وفي الطريق يجيب شيخنا عن أسئلة الناس ..
أذكر أننا في عودتنا ذات مرة من الرمي وكان ذلك قبل الغروب بدقائق..
وكانت منى شبه خالية حيث عجل كثير من الحجاج كما هي العادة..
فمررنا على رجال يشدون أمتعتهم على سياراتهم..
فلما رأى أحدهم شيخنا وكان في أعلى السيارة الجيب يربط متاعه
نادى على الشيخ مستفتيا ويشير بيده: ياشيخ محمد إحنا معجلين
ومثل ما ترى قد يؤذن علينا وما أكملنا متاعنا هل يجوز لنا التعجيل ؟؟
فقال الشيخ : لا باس عليكم إن شاء الله ..
فهذا رجل استفتاه وهو على سيارته دون أن يتكلف عناء النزول!!
ولا أدري هل سألهم هل طافوا للوداع أم لا ؟؟
روى لي أحد الطلبة الثقات يقول : مرة كنا نسير مع الشيخ بعد الصلاة
من مسجده لبيته .. فنادى رجل من سيارته على الشيخ :
ياشيخ محمد ياشيخ محمد أريد أن أسألكم ؟؟
فقال الشيخ له : تعال أنت وسأل فالعلم يؤتى إليه وحق عليك إكرام العلم وأهله..
ولم يرد الرجل على الشيخ حياء من جوابه ..
ولكن شيخنا لمح في خلف سيارة الرجل عكازا فعرف أنه مبتلى..
فرجع للرجل ودنا منه واستمع لأسئلته حتى انتهى ..
لم نعجل كما هو المتبع من شيخنا في كل عام وخلى المخيم وحوله تقريبا
جاءنا ذلك اليوم ضيف كريم وهو الأمير ممدوح بن عبد العزيز وفقه الله
كنت أنه وهو مع الشيخ ثلاتنا لا رابع لنا في السيارة وقال لشيخنا كلمة
أراد منها أن يشد من عضد الشيخ قال له في كلام طويل أذكر بعضه :
(ياشيخ محمد أنت وشيخنا ابن باز أقدما ولا تترددا فوا لله إن إخوتي الكبار
من الملك وإخوانه الكرام الآخرين يقولان دائما للوزراء والمسئولين
أطيعوا العلماء ولا تعصوهم وخصوصا هذين العالمين الجليلين ابن باز والعثيمين
فنحن بالله قمنا ثم بهما !!)
جزى الله الأمير ممدوح خير الجزاء فهو صادق النصح إن شاء الله ولا يبتغي من
ذاك شيئا بارك الله فيه
شهدت منه موقفا أكبرته منه ..
حيث أذكر مرة أنه بعث رجلا لشيخنا يستفتيه في أمر وهو:
أن هناك مشروع يدر على الأمير مدخولا كبيرا ولكنه يحتاج لهذا المشروع
لرخصة وكونه أميرا ومن أبناء الملك عبد العزيز فلن يعسر عليه الحصول على
تلك الرخصة .. ولكنه تحرج من ذلك خوفا من أن يجامل كونه أميرا !!
وهذا بلا شك سيكون!!
فقال شيخنا للوسيط : سلم على الأمير وبلغه أن الورع أن يتركه والله يخلف
عليه بخير
فتركه رغم أن ربحه مضمون وأرباحه كبيرة للغاية والله يخلف عليه خيرا منه
في ماله وولده وأهله ..
زار الأمير ممدوح القصيم في سنة من السنوات
وكان في اغلب بقاءه في القصيم تلك الأيام يكون في عنيزة
إما في بيت الشيخ أو في جامعه أو عند أحد المضيفين له من عنيزة..
طلب الأمير ممدوح من شيخنا أن يزور بيته الطين والذي حتى تلك السنوات
لم يهد وبقي شامخا في المكان المعروف ألان .. شمال مسجد الجعيفري
على شارع الشريمية ..
التقينا شيخنا والأمير وأنا وجمع من الإخوة أمام باب المنزل ضحى ..
وفتح شيخنا باب بيته القديم ..
وأخذ يشرح لنا تفاصيل البيت وتقسيماته ..
حينما تدخل من باب المنزل تواجهك ساحة في وسطها نخلة طويلة ..
وعليها حبل للتسلق ..
وذكر الشيخ انه كان يصعد لأعلى تلك النخلة فيلقحها أو يحصد تمره
فقال لي الأمير مازحا: هل تستطيع الصعود لأعلاها يافلان؟؟
فحاولت الصعود وما عرفت طريقة شد الحبل خلف الظهر وهي تسهل كثير ا
الصعود..
فقام شيخنا بنفسه وشده وصعد حتى وصل قريبا من وسطها ونزل..
صعدنا من الدرج ليرينا مكتبته ..
فدخلناها فإذا هي غرفة متوسطة الحجم وفيها رفوف قديمة وشبه بالية
مكتوب عليها 1381 للهجرة ولعله تاريخ التركيب!!
وجدنا في زاويتها سلكا كهربائيا قويا قد عقف أعلاه على شكل عصى
وهو متماسك ومغلف ببلاستيك اسود قال الشيخ : هذه عصاي كنت استعملها
وأنا أسير في الظلام إلى المسجد قبل انتشار الكهرباء..
فحملها الأمير وكانت ثقيلة ..
واستأذن من شيخنا أن يهبه إياها ففعل..
وكذلك رأى الأمير سجادة صلاة قديمة قد حفر مقدمها من اثر السجود عليه
فقال للشيخ : هل هذه سجادكم ؟؟
قال: نعم ..
فاستو هبه إياها ففعل!!
خشيت أن يستو هب الأمير الشيخ كل شيء فهمست في أذنه وقلت :
أريد دواليب الكتب إن كنت لست في حاجتها !!
فقال: هي بالية !!
فقلت : حتى!!
فوافق..
فنقلتها لبيتي واحتفظت بها سنوات عديدة حتى سرقت مني!!
ولقد أعطاني الشيخ بناء على طلبي عددا من عباءاته القديمة جدا وما زالت
عندي حتى الآن ..
واحتفظ بها للذكرى لا للتبرك أو شيء آخر والحمد لله ..
__________________


تـَوَكـّلـْتُ في رزقي على الله خـَالـقـِي وأيـْقــَـنـْتُ أنَّ الله لا شـَـكَّ
رَازقـِي

ومَا يـَكُ مـِنْ رزقٍ فـَليْسَ يـَفـُوتـُني ولوْ كـانَ في قاعِ البـِحَار
الـعـَوامـِق ِ

سـَيأتـي بـِه ِالله العـَظــيــمُ بـِفـَضْـلِه ولوْ لمْ يـَكـُنْ مِـنّي اللـسَـانُ
بـِنـَاطـِق ِ
العــــــمدهـ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-02-2010, 06:28 PM   #23
هيفونه
مراقبة إدارية
مشرفة قسم تطوير الذات
 
الصورة الرمزية هيفونه
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
الدولة: طيبة الخير
المشاركات: 4,648
معدل تقييم المستوى: 38
هيفونه has much to be proud ofهيفونه has much to be proud ofهيفونه has much to be proud ofهيفونه has much to be proud ofهيفونه has much to be proud ofهيفونه has much to be proud ofهيفونه has much to be proud ofهيفونه has much to be proud ofهيفونه has much to be proud ofهيفونه has much to be proud of
افتراضي

الله يعطيك العافيه اخي (العمــــدهـ)
انتظر وبشوق باقي هذهـ الرحله ..
الممتعه المفيدهـ..


نفعنا الله بما كتبت..
وجزاك خير الجزاء...



..محبتكم..
..هيفونه..
__________________
}..حَسْبُنْا الله سَيُؤَتِنَا مِنْ فَضْلّهِ
إنّا إلى الله رَاَغِبُونْ..
}..
هيفونه غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-02-2010, 07:05 PM   #24
العــــــمدهـ
المـديـــر العــام
عمـــدة المـنتـدي
عضو مؤسس
 
الصورة الرمزية العــــــمدهـ
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
الدولة: Wolverhampton
المشاركات: 2,001
معدل تقييم المستوى: 24
العــــــمدهـ رائعالعــــــمدهـ رائع
افتراضي

الحلقة السابعة والخمسون

رجعنا لبيت الشيخ إبراهيم في العزيزية بمكة شرفها الله
بعد انتهاء المناسك
وكالعادة يشعر المرء بأثر الحج من جهد وكلل وإرهاق ..
خاصة أن شيخنا يبذل جهدا أكثر ممن سواه..
استرحنا قليلا يوما أو يومين ..
من عادة سماحة الشيخ بن باز رحمه الله في كل عام أن يقيم شبه احتفال للدعاة الذين شاركوا في برنامج التوعية في الحج بمناسبة انتهاء برنامج التوعية السنوي في الحج
ويحضر ذلك الاجتماع بالإضافة للدعاة نخبة من العلماء والمفكرين من العالم العربي والإسلامي ..
يتم في ذلك اللقاء التعريف بالمناشط التي تمت وذكر بعض الإيجابيات والسلبيات وطرح الأفكار الجديدة..
أذكر ذلك اليوم أن سماحة الشيخ بن باز رحمه الله وشيخنا ابن عثيمين رحمه الله ..
والشيخ صالح الفوزان حفظه الله ..
كانوا متجاورين وعليهم أثر الجهد والتعب..
ولقد رأيت رؤوسهم ثلاثتهم تخفق وتعلوا من النعاس عفى الله عنهم..
وبهذا الاحتفال يكون ختام برنامج التوعية السنوي اسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنهم والحمد لله ..
أوصلت شيخنا لجده ومنها سيواصل على القصيم أما أنا فقد رجعت لعائلتي
في الطائف لكي اقضي لديهم فترة نقاهة فقد كنت مصابا بالزكام والحمى
الطائف جوه منعش وجميل طوال العام تقريبا ..
ففي الصيف حرارته معتدلة ولا تتجاوز حدود المعقول!!
كما في القصيم والرياض مثلا..
أما في الشتاء فإن برودته ليست بشديدة كبرودة أبها والباحة مثلا..
أذكر أنني قرأت في كتاب المطالعة في إحدى سني الدراسة عن عالم غربي
مر على الطائف فمدح مناخها وقال هو من أفضل المناخات في العالم!!!
ولا يظنن ظان أني أمتدحها لأنني كنت يوما من أهلها أو عشت سنواتي الأولى فيها .. !!
أنا أحكي شيئا معلوما ومعروفا للجميع ..
مكثت أياما قليلة في الطائف ثم رجعت للقصيم ..
وصلت لعنيزة ليلا..
حيث غبت عنها حوالي الشهر..
وكان السكن كئيبا بسبب قلة الحركة وشعرت بانقباض وضيق ..
وهذا شيء طبيعي حيث يشعر الإنسان بتلك الآثار بعد الغياب الطويل
القصيم بالنسبة لي تلك الأيام هي موطني فقد كنت أتم صلاتي فيها وحينما كنت أذهب للطائف فأنا أعتبر نفسي غير مقيم ..فتحل لي رخص السفر
منذ اليوم الأول لدخولي لغرفتي في السكن وأنا اشعر أن هناك اختلافا فيها؟؟
بلغت الشيخ بذلك .. فاستغرب وقال : لعلك واهم ؟؟
فتشت في أغراضي وأوراقي وأمتعتي وكتبي فاكتشفت التالي:
وجدت عددا من كتبي قد سرقت !!
وهي عبارة عن كتب صورتها من شيخنا وعليها تعليقاته وحواشيه بخط يده وهي كتب ثمينة جدا واحملها طوال تلك السنوات في حلي وترحالي..
وكذلك فقدت عددا من أوراق الشخصية وتزكيات سبق أن كتبها لي شيخنا في مناسبات معينة..
وكذلك افتقدت بعض الأمتعة المهداة أيضا من شيخنا!!
وكذلك افتقدت عددا من الرسائل التي كانت بيني وبين الشيخ ومم
كان يكتبه الشيخ للوالد وأحتفظ بنسخ منها..
توجست في الموضوع وقلت في نفسي: لا يملك مفتاح غرفتي سوى أنا وشيخنا ورفيقي في السكن !!
ورفيقي رجل ثقة وهو الشيخ محبوب وما حاجته لمثل تلك
الأغراض وما مصلحته من أخذها؟؟
ولم ابلغ شيخنا حتى تأكدت أنها سرقت !!
وعلمت من سرقها وشهد شاهد على ذلك لي..
أبلغت شيخنا بالحاصل ..
أذكر ملامح وجهه حينما أخبرته الخبر ..
لقد حزن وتأثر ابلغ تأثير ..واسترجع وكأنه عرف الفاعل فورا ؟؟
دعا بهذا الدعاء: اسأل الله تعالى أن يضيق صدره كما ضيق صدري حتى يرجع تلك الأشياء..
جميعكم من خلال القراءة السابقة للحلقات سيعرف من هو الفاعل؟؟
لقد أشترى الأستاذ أدوات لفتح الأبواب ودخل غرفتي في فترة الحج وقلب كل حاجياتي ليبحث عن السحر المخفي في متاعي !!!
فلما لم يجد شيئا ولن يجده سوى في مخيلته المريضة التي أملاها عليه شياطين الجن والإنس عليه !!
حينما لم يجد شيئا سرق تلك الحاجيات !!
لما؟؟
لا أدري ..
ولكن التفسير الوحيد لذلك واضح وضوح الشمس لمن له عينان ..
استجاب الله لدعاء شيخنا فلقد بلغني المؤذن عن ذلك الرجل انه مرض وأصيب بصداع شديد في رأسه وتغيب عن الدرس فترة طويلة ..
دعاني الشيخ يوما بعد الصلاة وسلمني كرتونا به جميع حاجياتي ..
فبحثت فيها فوجدت جميع الأشياء المسروقة كاملة موجودة سوى بعض الأوراق والخطابات وجدت صورها ولم أجد النسخ الأصلية
استعادها لي شيخنا لاحقا وسلمها لي جزاه الله عني خير الجزاء..
أسمحوا لي أيها القراء الكرام أن أنقل لكم هذه الرسالة التي كتبها لي شيخنا رحمه الله .. واسترجعتها من يد ذلك المعتدي
وهي موجودة عندي ولعل في نشرها نفعا لمن تأمل وتدبر معانيه
وقد ذكر شيخنا في الرسالة ذاتها سبب كتابتها ..
يقول شيخنا رحمه الله:
بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد الصالح العثيمين إلى الابن (.... ) حفظه الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد فقد سألتني بارك الله فيك أن أضع لك منهجا تسير عليه في حياتك...
وإني لأسال الله تعالى أن يوفقنا جميعا لما فيه الهدى والرشاد والصواب والسداد وأن يجعلنا هداة مهتدين صالحين مصلحين فأقول:

أولا : مع الله عز وجل
1- احرص على أن تكون دائما مع الله عز وجل مستحضرا عظمته متفكرا في آياته الكونية مثل خلق السموات والأرض وما أودع فيهما من بالغ حكمته وباهر قدرته وعظيم رحمته ومنته .
وآياته الشرعية التي بعث بها رسله ولا سيما خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم.
2- أن يكون قلبك مملوءا بمحبة الله تعالى لما يغذوك به من النعم ويدفع عنك من النقم ولا سيما نعمة الإسلام والاستقامة عليه حتى يكون أحب شيء إليك.
3- أن يكون قلبك مملوءا بتعظيم الله عز وجل حتى يكون في نفسك أعظم شيء..
وباجتماع محبة الله تعالى وتعظيمه في قلبك تستقيم على طاعته قائما بما أمر به لمحبتك إياه تاركا لما نهى عنه لتعظيمك له.
4- أن تكون مخلصا له جل وعلا في عباداتك متوكلا عليه في جميع أحوالك لتحقق بذلك مقام (إياك نعبد وإياك نستعين).
وتستحضر بقلبك أنك إنما تقوم بما أمر امتثالا لأمره وتترك ما نهى عنه امتثالا لنهيه فإنك بذلك تجد للعبادة طعما لا تدركه مع الغفلة وتجد في الأمور عونا منه لا يحصل لك مع الاعتماد على نفسك.

ثانيا : مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
1- أن تقدم محبته على محبة كل مخلوق وهديه وسنته على كل هدي وسنة .
2- أن تتخذه إماما لك في عباداتك وأخلاقك بحيث تستحضر عند فعل العبادة أنك متبع له وكأنه أمامك تترسم خطاه وتنهج نهجه.
وكذلك في مخالقة الناس أنك متخلق بأخلاقه التي قال الله عنها(وإنك لعلى خلق عظيم).
ومتى التزمت بهذا فستكون حريصا غاية الحرص على العلم بشريعته وأخلاقه.
3- أن تكون داعيا لسنته ناصرا لها مدافعا عنها فإن الله تعالى سينصرك بقدر نصرك لشريعته.

ثالثا : عملك اليومي غير المفروضات
1- إذا قمت من الليل فاذكر الله تعالى وادع الله بما شئت فإن الدعاء في هذا الموطن حري بالإجابة واقرأ قول الله تعالى( إن في خلق السموات والأرض ) حتى تختم سورة آل عمران وهي عشر آيات.
2- صل ما كتب لك في آخر الليل واختم صلاتك بالوتر.
3- حافظ على ما تيسر لك من أذكار الصباح . قل مئة مرة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
4- صل ركعتي الضحى.
5- حافظ على أذكار المساء ما تيسر لك منها.

رابعا: طريقة طلب العلم.
1- احرص على حفظ كتاب الله تعالى واجعل لك كل يوم شيئ معينا تحافظ على قراءته ولتكن قراءتك بتدبر وتفهم .
وإذا عنت لك فائدة أثناء القراءة فقيدها.
2- احرص على حفظ ما تيسر من صحيح سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ومن ذلك حفظ عمدة الأحكام.
3-احرص على التركيز والثبات بحيث لا تأخذ العلم نتفا من هذا شيء ومن هذا شيء لأن هذا يضيع وقتك ويشتت ذهنك.
4- أبدا بصغار الكتب وتأملها جيدا ثم انتقل إلى ما فوقها حتى تحصل على العلم شيئا فشيئا على وجه يرسخ في قلبك وتطمئن إليه نفسك.
5- احرص على معرفة أصول المسائل وقواعدها وقيد كل شيء يمر بك من هذا القبيل فقد قيل: من حرم الأصول حرم الوصول.
5- ناقش المسائل مع شيخك أو من تثق به علما ودينا من أقرانك ولو بأن تقدر في ذهنك أن أحدا يناقشك فيها إذا لم تمكن المناقشة مع من سمينا.
هذا وأسال الله تعالى أن يعلمك ما ينفعك وينفعك بما علمك ويزيدك علما ويجعلك من عباده الصالحين وحزبه المفلحين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبه محمد الصالح العثيمين في 3 رجب 1412 هـ التوقيع.
رحمة الله على شيخنا وجزاه الله عني خير الجزاء

إن كلماته تلك تحمل في كلمة منها معاني سامية خرجت من قلب رجل امتلأ علما وإيمانا وتقى احسبه كذلك والله حسيبه..
__________________


تـَوَكـّلـْتُ في رزقي على الله خـَالـقـِي وأيـْقــَـنـْتُ أنَّ الله لا شـَـكَّ
رَازقـِي

ومَا يـَكُ مـِنْ رزقٍ فـَليْسَ يـَفـُوتـُني ولوْ كـانَ في قاعِ البـِحَار
الـعـَوامـِق ِ

سـَيأتـي بـِه ِالله العـَظــيــمُ بـِفـَضْـلِه ولوْ لمْ يـَكـُنْ مِـنّي اللـسَـانُ
بـِنـَاطـِق ِ
العــــــمدهـ غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
(الجزأ, الثاني, الثاني), النور, القسم, رحلتي, إلى

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:43 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
All Rights Reserved Alhjaz forums © 2006 - 2020