|
السيرة النبوية سيرة حبيبنا وقرة أعيننا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
20-07-2010, 06:52 PM | #1 |
.:: حجازي نشط ::.
تاريخ التسجيل: Aug 2007
الدولة: السعودية
المشاركات: 72
معدل تقييم المستوى: 17 |
" لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد "
بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب لفضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله السؤال : هل يجوز وضع المسجد على قبر رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ مثل الآن حيث وضع اليهود والنصارى قبور أنبيائهم مساجد ؟ الجواب : يا إخوتاه هذه ليست مشكلة المسلمين الوحيدة ، فإنك إذا شرقت أو غربت في العالم الإسلامي تجد المساجد مكتظة بالقبور ، فكثير من المساجد بنيت على القبور أو وضعت فيها القبور ، وهذه تخالف نصوصا صريحة واضحة في الزجر واللعن لفاعل ذلك : " لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " . وقال ـ عليه الصلاة والسلام ـ : " اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد " . " ولا تجعلوا قبري عيدا " . ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البناء على القبور ، ونهى عن تجصيصها ؛ لأن هذه وسائل خبيثة تجر الناس إلى الشرك بالله ـ تبارك وتعالى ـ ، لهذا استحق اليهود اللعائن من الله ـ تبارك وتعالى ـ ولو بنوا تلك المساجد على قبور الأنبياء ولو اعتقدوا أنهم يحبونهم ويكرمونهم ، فإنهم لا يستحقون من الله إلا اللعائن ، ومن فعل مثل فعلهم ، نسأل الله العافية ، يخشى عليه من هذه اللعائن إلى أمد بعيد . أما قبر النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ فقد عمل الصحابة الكرام بتوجيهاته وبنصائحه ـ عليه الصلاة والسلام ـ ، ولما سمعوه وهو يردد قوله كرات ومرات : " لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " ماذا فعلوا ؟ دفنوه في بيت عائشة سترا له ، تنزيها له ، صيانة أن يتخذ قبره وثنا ، من أجل كل هذا فعل الصحابة ودفنوه صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة اتقاء لهذه المحاذير وهذه الأخطار . هذا هدف الصحابة من دفنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة ، وما كان أحد يصل إلى قبره في حياة عائشة إلى أن توفيت في آخر خلافة معاوية في عام ثمانية وخمسين ، ما أحد يدخل على قبر النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ ، فضلا أن يتمسح به ، أو يفعل عنده من البدع ، أو يتخذه عيدا أو يتخذه وثنا ، عرفتم ماذا عمل الصحابة ؟ عرفنا موقف رسول الله من هذا ؟ عرفنا موقف الصحابة من هذا ؟ رسول الله أوصى ألا يتخذ قبره مسجدا ، الصحابة نفذوا هذا ، ما دفنوه في البقيع ، لماذا ؟ خافوا أن يتخذ قبره مسجدا ، لو صليت إلى قبر ولو لم تبن عليه ، صليت إليه ، جعلته قبلة لك وصليت إليه فقد اتخذته مسجدا ، لو بنيت عليه هذا لا غبار عليه أنك اتخذته مسجدا . ثم يا إخوتاه قصة إدخال قبر النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ في المسجد ليس من عمل الصحابة ، وليس من عمل رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ ، إنما هو من عمل أحد ملوك بني أمية ، رجل ما هو عالم ، والعلماء نصحوه وبكوا قالوا : لا تدخل قبر الرسول في توسعة المسجد ، فأدخله ، احتاج إلى توسعة المسجد وأراد أن يدخل أبيات أزواج النبي صلى الله عليه وسلم توسعة للمسجد ، فأدخل من أجل هذه التوسعة القبر من غير قصد . ثم مع هذا عملوا شيئا من الاحتياطات ، بنوا على قبر رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ جُدُرا مثلثة بحيث لو وقف إنسان من الجهة الشمالية ليستقبل القبر لا يستطيع أن يستقبل القبر ، عملوا احتياطات كثيرة حتى يسدوا باب هذه الفتنة . فمعالم الرسول صلى الله عليه وسلم بين أيدينا ، وهديه بين أيدينا ، فمن أراد أن يطيع الرسول ، ومن يحب منا رسول الله صلى الله عليه وسلم حقا فليضع هذه النصوص نصب عينيه ، ويتعامل مع رسول الله كما كان الصحابة الكرام يتعاملون معه في حياته وبعد موته ، كانوا في حياته إذا أقبل رسول الله لا يقومون له . قال أنس رضي الله عنه :" ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله صلى عليه وسلم وكانوا إذا رأوه لم يقوموا لما يعلمون من كراهيته لذلك " . سيد البشر وسيد الرسل ـ عليه الصلاة والسلام ـ إذا جاء وأصحابه جالسون هكذا لا يتحرك أي واحد ولا يقوم أي واحد إكراما وإجلالا لرسول الله لماذا ؟ لأن رسول الله يكره هذا ، فالذي يكرهه رسول الله في حياته هل يحبه الآن ؟ هل يحب الآن أن يقف الناس هكذا متوجهين إلى القبر من بعيد من المسجد أو من قريب ، لو رأى هذا المنظر هل يقره ـ عليه الصلاة والسلام ـ ؟ ! لو رأى عمر أو أبو بكر أحدا يفعل هذا أيسكتون عنه ؟ !أبدا ، لماذا ؟ لأن رسول الله يكره أقل من هذا ، فكيف بأعمال القبوريين ؟ كيف يقرها ؟ فإياك أيها المسلم أن يخدعك الشيطان فتتصرف تصرفات الجاهلية وتدعي أنك تحب رسول الله ، فإذا كنت تحبه فاجتنب كل ما يكره ، فإن الصحابة والله أشد حبا منا لرسول الله ، حبهم ما فيه كذب ولا فيه مزاعم ، حبهم والله صادق ، وما فيه نسبة بين حبنا وحبهم ، وما كانوا يقومون له وهو أحب الناس إليهم ـ عليه الصلاة والسلام ـ ، وبعد أن مات هل كانوا يتمسحون بقبره ؟ !هل كانوا يطوفون بقبره ؟ !حاشا وكلا ، بل ثبت أنهم ما كانوا يأتون القبر أبدا ، لماذا لأن رسول الله قال :" لا تجعلوا قبري عيدا " . فإذا ترددوا عليه اتخذوه عيدا ، عرفوا مقصد الرسول ، ما مقصده ألا يتخذ عيدا ، إذا كان قصد الزائر والمتردد على قبر الرسول قصده الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم فقد وجه له رسوله النصيحة " لا تجعلوا قبري عيدا " ، إذا كان قصدك الصلاة علي فصلّ علي حيثما كنت " لا تجعلوا قبري عيدا " كيف ؟ قال رسول الله :" صلوا عليّ حيثما كنتم ، فإن صلاتكم تبلغني " . فإذا كان عذرك في التردد على القبر والذهاب والمجيء إليه هو أن تسلم عليه ، فإن الدنيا كلها ميدان فسيح للصلاة على رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ " وصلوا علي حيثما كنتم " وبعدها ماذا يجازيك ربك إذا كنت صادقا في الصلاة على الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ ؟ يصلي عليك بكل صلاة عشر صلوات " من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا " . أنت في أمريكا أو في اليابان أو في الهند أو في باكستان أو في البصرة أو السودان أو المدينة ، أنا أقول الآن : " اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم ، ماذا أحصل ؟ يصلي علي ربي عشر صلوات ، واحد في أمريكا يقول نفس الشيء يصلي عليه ربه عشر صلوات . هذا تفسير قوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ : " وصلوا عليّ حيثما كنتم " ، نهانا عن اتخاذ قبره عيدا ثم قطع المعاذير ، إذا كان عذرنا في التردد على قبره أننا نحبه فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : لا ، الطريق الصحيح إذا كنت تحبني أن تصلي علي حيثما كنت ، فإن الدنيا كلها ميادين للصلاة على رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ . يا إخوتاه من هنا يجب أن نفهم أن كثيرا من الناس يأتون قاصدين القبر ، والرسول قال :" لا تجعلوا قبري عيدا " وقال لهم إذا كان قصدكم الصلاة فالدنيا كلها مجال للصلاة علي ، فيأتون وينسون تعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم ، الرسول الذي ندبهم لشد الرحال إلى هذا المسجد وقال لهم إن الصلاة فيه بألف صلاة ، ما قال : الصلاة عند قبري بألف صلاة ، أبدا . إذا صليت وجعلت قبر الرسول قبلتك فأنت على ضلال ، لكن إذا صليت في مسجده الشريف الذي أسسه على التقوى ، وكافأه الله على هذا الجهد أن يجعل الصلاة فيه بألف صلاة . فأنت يا أخي إذا نويت أن تأتي المدينة فليكن مقصدك الأول تنفيذ أمر رسول الله ، تشد الرحال إلى مسجده الشريف ، هذا مسجده ـ عليه الصلاة والسلام ـ فما الداعي للإعراض عنه إلى قصد القبر ، هذا مسجد رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ ، أسسه على التقوى من أول يوم ـ عليه الصلاة والسلام ـ ، وندبك لتشد الرحال إليه . لو قدر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبر في غير المدينة النبوية يعني قبر في مكة قبر في الطائف ـ عليه الصلاة والسلام ـ ، هل تشد الرحال إلى قبره ؟ لا ، أليس كذلك ؟ الآن أنا قلت لكم : لا فرق بين المصلي عليه في المدينة والمصلي عليه في أبعد مكان من الدنيا أنت تحصّل أجرا وهو يحصّل أجرا ، بل إذا قصدت الصلاة عند قبره قد تحرم من الأجر ، لماذا ؟ لأنه نهاك أن تتخذ قبره عيدا وأنت تتخذه عيدا ، تراغمه ـ عليه الصلاة والسلام ـ ، أمرك بشد الرحال إلى مسجده فتشد إلى القبر ! هذه مراغمة ولا شك ، طبعا أنتم لا تقصدون هذا يا إخوتاه وكثير من الناس لا يقصدون هذا ، لكن لو تأملوا وتفكروا وتدبروا وعرفوا نتائج هذه الأعمال وهذه التصرفات لوجدوها هكذا . فالآن أيها المسلم إذا شددت الرحال تشد الرحال إلى بيت الله العتيق فإن الصلاة فيه بمائة ألف صلاة ثم تؤدي الأعمال المشروعة ؛ تطوف به وتسعى به وتؤدي مناسك الحج والعمرة فيه ، وتشد الرحال إلى مسجده ـ عليه الصلاة والسلام ـ لتكسب فيه ألف صلاة ؛ لأنك لا تنال هذه الألف إلا إذا صليت فيه ، ولو صليت في دار السلام أو واحد من مساجد المدينة لا تحصل على هذا الأجر ، لو صليت خلف هذا الجدار لا تحصل على ألف صلاة ، أليس كذلك ؟ عرفنا هذا ؟ أنا قصدي من هذا أن هذا لا تكسبه إلا إذا شددت الرحال وصليت في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لكن الصلاة على رسول الله ما شرط عليك أبدا أنه إذا صليت عليه ألا يصلي عليك عشرا إلا إذا وقفت عند القبر ! أبدا، حيثما تصلي على رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ يصلي الله عليك عشرا ، وهذه الصلاة ؛ لله ملائكة سياحون يبلغونها لرسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ . فقد والله بيّن غاية البيان ، وقطع الطريق على كل من يتبع هواه ، فأنت أيها المسلم إذا شددت الرحال تشد الرحال إلى مسجد الرسول ، فإذا جئت إلى مسجد رسول الله وصليت فيه ما تيسر لك تزور قبره وقبر صاحبيه ، وتزور البقيع ، وتزور أحُدا ، وتصلي في مسجد قباء ، وهذه الأماكن هي التي شرع لك رسول الله أن تزورها وأن تصلي في مسجد قباء . وما عداها من الأماكن ، المساجد السبعة والكهوف والغيران ومبرك الناقة إلى غيرها من الخرافات والأساطير التي افتعلها الجهلة من المسلمين ، وقد تضيع عملك ، تسعى وتركض في البدع والرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ أخبرنا أن " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " ، و" كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة " . المصدر : فتاوى فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله [ ج 2 ص 290 ] . |
22-07-2010, 02:18 PM | #2 |
كاتب مبدع
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: سيدة البلدان
المشاركات: 715
معدل تقييم المستوى: 18 |
اللهم صلِ وسلم وبارك وأنعم على نبينا وحبيبنا وسيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الغر المحجلين
وأجعلها يارحيم صلاة تزيل بها همومنا وتغفر بها ذنوبنا |
25-07-2010, 04:09 AM | #3 |
الإدارة
منتديات الحجاز الثقافية تاريخ التسجيل: Mar 2006
الدولة: الحجاز
المشاركات: 6,336
معدل تقييم المستوى: 200 |
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا وسيدنا محمد واله الطيبين الطاهرين جزاك الله خيرا وجعله في موازين حسناتك حفظكم المولى
__________________
|
31-07-2010, 01:13 PM | #4 |
.:: حجازي نشط ::.
تاريخ التسجيل: Aug 2007
الدولة: السعودية
المشاركات: 50
معدل تقييم المستوى: 17 |
جزاك الله الف الف خير
|
01-08-2010, 05:13 PM | #5 |
كاتب مبدع
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: سيدة البلدان
المشاركات: 715
معدل تقييم المستوى: 18 |
" لا تجعلوا قبري عيدا " معناه لا تتخذوا لزيارة قبري وقتا معينا لا يزار إلاّ فيه كما هو شأن العيد , كما فسّره بذلك الحافظ المنذري و غيره من علماء الحديث , و لا مانع أن يضاف إليه أيضا النهي عن إظهار الصخب و اللهو و مظاهر الزينة عنده على نحو ما يكون في الأعياد . أما أن تدل الكلمة على النهي عن زيارة قبره , فإنها عن ذلك بمعزل و ما كان النبي صلى الله عليه و سلم لينهى الناس عن اتخاذ قبره عيدا بهذا المعنى المزعوم ثم يعمد هو فيتخذ من البقيع في كل يوم عيدا ...
|
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|