منتديات الحجاز الثقافية  

 


استرجاع كلمة المرور طلب كود تفعيل العضوية تفعيل العضوية
العودة   منتديات الحجاز الثقافية ( ثقافية - تاريخية - أجتماعية ) - alhjaz forums of cultural > منتديات الحجاز الإسلامية - Alhjaz Islamic Forums > الثقافة الإسلامية وفق أهل السنة و الجماعة > التاريخ الإسلامي

الملاحظات

التاريخ الإسلامي تشمل المدن والآثار التاريخية مساجد بيوت أدوات حرب ممالك وقادة وحكام وصور وغيرها

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-03-2013, 02:32 AM   #1
دموع القمر
.:: حجازي برونزي ::.
 
الصورة الرمزية دموع القمر
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
المشاركات: 450
معدل تقييم المستوى: 12
دموع القمر ممتاز
افتراضي تاريخ ترجمة القرآن إلى اللغات الأوروبية



تاريخ ترجمة القرآن إلى اللغات الأوروبية
د·أحمد نصري




جذب القرآن الكريم بطريقته المثلى في عرض عقيدته وشريعته، وبأسلوبه المتفرد في صياغة أفكاره ومبادئه، اهتمام كثير من الأوروبيين وبخاصة القساوسة والرهبان، فدعوا إلى ترجمته أولاً قبل دراسته ومنافحته بعد ذلك، والذي يفسر لنا ذلك كله، أن أول من دعا إلى ترجمة القرآن الكريم هو الراهب >بيتر المحترم<(1) رئيس دير >كلوني< في فرنسا سنة 1143م، وأن اللذين قاما بهذه الترجمة هما الراهبان >روبرت<(2) و>هرمان<(3)·
يقول >محمد صالح البنداق<: >أول ترجمة للقرآن الكريم باللغات الأوروبية كانت باللاتينية، وقد تمت بإيعاز وإشراف رئيس دير >كلوني< في جنوب فرنسا الراهب >بطرس المبجل<، وهذا اسمه وكان ذلك سنة 1143م، وعلى يد راهب إنجليزي يُدعى >روبرت الرتيني< وراهب ألماني يُدعى >هرمان<(4)·
جاء في خطاب >بيتر المحترم< إلى القديس >برنار<، ما يلي: >قابلت روبرت وصديقه >هرمان الدلماطي< العام 1141م، بالقرب من >الأبر< في إسبانيا وقد صرفتهما عن علم الفلك إلى ترجمة القرآن باللاتينية، فأتماها سنة 1143م، وكانت أول ترجمة للقرآن استعانا فيها باثنين من العرب<(5)·
والمثير للاستغراب، أن الدوائر الكنسية منعت طبع هذه الترجمة وإخراجها إلى الوجود، لأن إخراجها من شأنه أن يساعد على انتشار الإسلام بدلاً من أن تخدم الهدف الذي سعت إليه الكنيسة أصلاً وهو محاربة الإسلام، يقول G.H Bousquet: >منذ سنة 1141م، اجتمع رجال الدين بإيعاز من >بيتر المحترم< رئيس >دير كلوني< لترجمة القرآن إلى اللاتينية، قصد محاربة الإسلام<(6)·



وظلت هذه الترجمة مخطوطة في نسخ عدة، تتداول في الأديرة مدة أربعة قرون فقط إلى أن قام >ثيودور بيبلياندر< بطبعها في مدينة >بال< في سويسرا في 11 يناير سنة 1543م، وسميت هذه الترجمة ترجمة >بيبلياندر<، وتميَّزت بمقدمة لـ>مارتن لوثر< و>فيليب ميلانختون<(7)، تحدث عنها >جورج سال< قائلاً: >إن ما نشره >بيبلياندر< في اللاتينية زاعماً بأنها ترجمة للقرآن الكريم لا تستحق اسم ترجمة، فالأخطاء اللانهائية والحذف والإضافة والتصرف بحرية شديدة في مواضع عدة يصعب حصرها يجعل هذه الترجمة لا تشتمل على أي تشابه مع الأصل<(8)·
وهذه شهادة أخرى على فساد هذه الترجمة ننقلها عن أحد المستشرقين البارزين في مجال الدراسات القرآنية، هو المستشرق الفرنسي >بلاشير<، الذي يقول: >لا تبدو الترجمة الطليطلية للقرآن بوجه من الوجوه ترجمة أمينة وكاملة للنص<(9)·
ومع ذلك، شكَّلت هذه الترجمة النواة الأولى لباقي الترجمات الأوروبية الأخرى للقرآن الكريم، بل مارست عليها تأثيراً قوياً إلى درجة الاقتباس منها والسير على منهجها·(9) ثم توالت الترجمات القرآنية إلى اللغات الأوروبية بعد ذلك في الظهور، حيث ظهرت أول ترجمة للقرآن الكريم باللغة الفرنسية سنة 1647م، على يد >أندري دي ريور< وقد كان لهذه الترجمة صدى كبيراً لفترة طويلة من الزمن، حيث أعيد طبعها مرات عدة وترجمت إلى مختلف اللغات الأوروبية، يقول J.D Pearson: >إن الترجمة الفرنسية القديمة جداً، هي ترجمة >أندري دي ريور<، طبعت كثيراً بين الأعوام 1647م و1775م، وكانت كلها تحتوي على مختصر لديانة الأتراك وبعض المستندات، وقد نتج من هذا العمل أول ترجمة للقرآن إلى الإنجليزية بوساطة >ألكسندر روس< وكانت أيضاً للأب Le Pére ترجمات أخرى إلى الهولندية بوساطة >جلازماخر<، وإلى الألمانية بوساطة >لانج<، وإلى الروسية بوساطة >بستنكوف< و>فريفكين<(11)·



وفي القرن السابع عشر، عملت ترجمة من العربية مباشرة إلى اللاتينية للإيطالي >مركي< Marracci سنة 1698م، وتعتبر هذه الترجمة عمدة كثير من الترجمات الحالية، في كتاب Islamologie وكانت كما يلي: >في العام 1698م، نشر >لودفيك مركي< ـ بعد أكثر من أربعين سنة من دراسته للقرآن، ولمختلف المفسرين المسلمين ـ النص العربي للقرآن مصحوباً بترجمة لاتينية وجيزة جداً وبنقط وردود، وقد كان هذا المؤلف مصدراً لكثير من المترجمين الحاليين الذين أخذوا منه أهم المواد<(12)·
واعتبر >هنري لامنز< هذه الترجمة أكثر الترجمات إنصافاً للقرآن الكريم، ومرجع كثير من المترجمين الأوروبيين، غير أنهم لا يشيرون إليها في معظم الأحيان، والنتيجة كما يقول >لامينز<: >إننا لا نملك ترجمة وحيدة للقرآن لا عيب فيها وأكثرها إنصافاً هي الترجمة اللاتينية القديمة لـ>مركي< (1691 ـ 1698م) والتي تستند إليها جميع التراجم اللاحقة، من غير اعتراف في أكثر الأحيان<(13)·
وفي القرن الثامن عشر، ظهرت ترجمات أنجزت أيضاً على أصل عربي، حيث نشر الإنجليزي >جورج سال<، ترجمة مباشرة من العربية إلى الإنجليزية سنة 1734م زعم في مقدمتها أن القرآن إنما هو من اختراع >محمد< ومن تأليفه وأن ذلك أمر لا يقبل الجدل(14)، ونشر الفرنسي >سافاري< ترجمة مباشرة إلى الفرنسية سنة 1751م >حظيت بشرف نشرها في مكة سنة 1165هـ<(15)، وإن كان >إدوارد مونتيه< E.montet يقول: >إنه رغم أن ترجمة >سافاري< طبعت مرات عدة، وأنيقة جداً، لكن دقتها نسبية<(16)· وفي سنة 1840م ظهرت إلى الوجود ترجمة >كزيمرسكي<، التي تعتبر ـ مقارنة مع ترجمة >سافاري< ـ أكثر عراقة واستعمالاً(17)، رغم عوزها بعض الأمانة العلمية وفهم البلاغة العربية يقول >مونتيه< عن هذه الترجمة: >لا يسعنا إلا الثناء عليها، فهي منتشرة كثيراً في الدول الناطقة بالفرنسية<(18)·



وفي سنة 1925م ظهرت ترجمة >إدوارد مونتيه< التي امتازت بالضبط والدقة، والتي تحدث عنها الأستاذ >محمد فؤاد عبدالباقي< بما نصه: >كنت طالعت في مجلة المنار مقالاً للأمير >شكيب أرسلان< عن ترجمة فرنسية حديثة للقرآن الكريم وضعها الأستاذ >إدوارد مونتيه< ـ وقد قال عنها: إنها أدق الترجمات التي ظهرت حتى الآن وقد نقل عنها إلى العربية مقدمة هذه الترجمة، وهي في تاريخ القرآن وتاريخ سيدنا رسول الله، وقد نشرت في المنار، فاقتنيت هذه الترجمة فوجدتها قد أوفت على الغاية في الدقة والعناية وقد ذيلها المترجم بفهرس لمواد القرآن المفصل أتم تفصيل<(19)·
وفي العام 1949م، ظهرت ترجمة >بلاشير<، التي توجد السور فيها مرتبة حسب التسلسل التاريخي، يقول الدكتور >صبحي الصالح< يرحمه الله: >تظل ترجمة >بلاشير< للقرآن في نظرنا أدق الترجمات، للروح العلمية التي تسودها لا يغض من قيمتها إلا الترتيب الزمني للسور القرآنية<(20)·
وأهم ما يميِّز هذه الترجمة استعمال >بلاشير< أساليب مطبعية مناسبة، وإرفاق نص الترجمة ببعض التعاليق والبيانات، وكثيراً ما يورد للآية الواحدة ترجمتين يبين في إحداها المعنى الرمزي، وفي الثانية المعنى الإيحائي، وغالباً ما يميل إلى المعنى الإيحائي، وهذا ما جعلها أكثر الترجمات الفرنسية انتشاراً وطلباً، جاء في كتاب Islamologie: إن المطلوب >من مجموع هذه الترجمات، ما هو لـ>بيل< الإنجليزي، ولـ>بلاشير< الفرنسي ولـ>بوسني< الإيطالي<(21)·
ويبدو أن لـ>جاك بيرك< رأياً مخالفاً حول هذه الترجمة، إذ يقول: >ترجمة (بلاشير) لها مزاياها، فهو رجل من أفضل المستشرقين الأوروبيين اطلاعاً وضلاعة في قواعد اللغة العربية وآدابها، ولكن من نواقصه أنه كان علمانياً، أي أنه لم يكن قادراً على تذوق المضمون الروحي للقرآن وأبعاده الصوفية، ولا شك أن (بلاشير) هو أستاذ عظيم فذ، فقد كان أستاذاً لي وصديقاً كبيراً، ولكننا لو تكلمنا كعلماء بعيداً عن العلاقات الخاصة، فإنني أقول: >إن ترجمته للقرآن ـ على الرغم من مزاياها ـ فإن لها نواقصها، ولكنها تبقى من أفضل الترجمات الفرنسية للقرآن<(22)·
ومع مرور الوقت ـ كما يقول Bousquet ـ لم تلق الترجمات الجديدة للقرآن الكريم في فرنسا الاهتمام نفسه(23)، رغم ظهور ترجمات كثيرة غمرت السوق الفرنسية في السنوات الأخيرة، إلى أن صدرت في العام 1990م ترجمة >جاك بيرك< التي استغرق في إنجازها ثمان سنوات من العمل المتواصل، استعان فيها بعشرة تفاسير أولها تفسير >الطبري<، وتفسير >الزمخشري< من التفاسير القديمة، وتفسير >محمد جمال الدين القاسمي< من التفاسير الحديثة، وأهم ما ميَّز هذه الترجمة تلك المقدمة التي خصَّها >بيرك< لتحليل النص القرآني ومميزاته ومضامينه والخصوصيات التي يتمتع بها، لكن بالرغم مما أحدثته هذه الترجمة من ضجة كبيرة في الأوساط الفرنسية، واعتبرت حينها حدثاً ثقافياً بارزاً، فإن صاحبها يرى أن عمله الترجمي لن يصل إلى مرحلة الكمال، وإنما سيكون موجهاً إلى المسلمين الذين لا يحسنون اللغة العربية، ويحسنون اللغة الفرنسية·
وبالرجوع إلى تاريخ الترجمات الفرنسية للقرآن الكريم، يتضح لنا أنها مرت بثلاث مراحل رئيسة هي:



1 ـ مرحلة الترجمة من اللاتينية إلى اللغة الفرنسية·
2 ـ مرحلة الترجمة من اللغة العربية مباشرة إلى اللغة الفرنسية، وهذا مسلك نهجه كثير من المستشرقين الفرنسيين في ترجماتهم للقرآن في القرن العشرين، أمثال >بلاشير< و>بيرك<·
3 ـ مرحلة دخول المسلمين ميدان الترجمة إلى اللغة الفرنسية، مثل ترجمة الجزائريين >لايمش< و>ابن داود<، والتي كانت ـ كما يقول Bousquet ـ بأسلوب بليغ وعجيب(24)· وترجمة >أحمد تيحاني< العام 1936م، وترجمة >حميد الله< سنة 1959م، وترجمة الدكتور >صبحي الصالح< ـ يرحمه الله ـ سنة 1979م·
وفي سنة 1966م، ظهرت ترجمة المستشرق الألماني >رودي بارت<، وتعتبر أحسن ترجمة للقرآن الكريم باللغة الألمانية، بل باللغات الأوروبية عموماً، وقد حرص صاحبها على أن يكون عمله علمياً وأقرب ما يكون من الدقة والأمانة في نقل المعاني القرآنية من العربية إلى الألمانية، حتى إنه حينما تعترضه كلمة يشكل عليه فهمها على الوجه المقصود، أو لا يطمئن إلى قدرته على تحديد معناها باللغة الألمانية، فإنه يثبتها بنصها العربي كما وردت في الآية الكريمة، ولكن بالحروف اللاتينية ليفسح المجال أمام القارئ لأن يتوصل بنفسه إلى إعطائها المعنى الذي يراه ملائماً لسياق الكلام دون أن يفرض عليه وجهة نظره الشخصية(25)· هذه أهم الترجمات القرآنية إلى اللغات الأوروبية المختلفة، وهناك ترجمات أخرى كثيرة لا يتسع لنا المقام لذكرها كلها، لكن للمزيد من التوسع في هذا المجال يستحسن الرجوع إلى كتاب >شوفان<(26)·
ملاحظات عامة على الترجمات الأوروبية للقرآن الكريم
إن المطلع على قائمة الترجمات القرآنية إلى اللغات الأوروبية، يمكن أن يقف على ملاحظات عدة، نرى من الضروري أن نسجل بعضاً مما تبدَّى لنا منها:
الملاحظة الأولى: لقد كانت الترجمة اللاتينية الأولى للقرآن الكريم، الشرارة الأولى التي فجَّرت كماً هائلاً من الترجمات بمختلف اللغات الأوروبية، حيث استمدت منها أصولها ونهجها، فظهرت الترجمة الإيطالية أولاً سنة 1547م أي بعد أربع سنوات فقط من ظهور الترجمة اللاتينية الأولى إلى الوجود، وبعدها بتسع وستين سنة ظهرت الترجمة الألمانية سنة 1616م، وهلمَّ جرا·
الملاحظة الثانية: أن المدارس الاستشراقية الكبرى التي كان لها الشأن الكبير في مجال الدراسات القرآنية، نجدها تبرز بشكل واضح في مجال الترجمة القرآنية، كالمدرسة الألمانية، والفرنسية، والإنكليزية، والإيطالية، والهولندية·
الملاحظة الثالثة: اختفاء أسماء كثير من المستشرقين من ذوي الحظ الوافر في الدراسات الموضوعية للقرآن، عن ترجمة القرآن الكريم إلى لغاتهم، كالمستشرق الألماني >تيودور نولدكه< و>فلوجل< و>براجشترسر<، مع احتفاظ مستشرقين آخرين بمكانتهم وحظهم الوافر في ميدان ترجمة القرآن مثل >بلاشير<، في حين برزت أسماء أخرى مثل الإيطالي >جيوفاني بانزيري<، والألماني >أولمان لودفيج<، والهولندي >جلازماخر<، والفرنسي >دي ريور<، والإنجليزي >جورج سال<·
الملاحظة الرابعة: مشاركة بعض المسلمين في ترجمة القرآن إلى اللغات الأوروبية المختلفة، مثل >حميدالله< الذي ترجم القرآن إلى اللغة الفرنسية، و>صدرالدين< الذي ترجم القرآن إلى الألمانية، و>أحمد علي أمير< الذي ترجم القرآن إلى الإنكليزية·
الملاحظة الخامسة: هناك ترجمات أوروبية، اعتمد فيها أصحابها الترتيب الزمني للسور مثل ترجمة الفرنسي >بلاشير<، والإنجليزي >روديل< سنة 1861م· الملاحظة السادسة: عمد بعض المستشرقين في ترجماتهم للقرآن الكريم إلى وضع مقدمات منهجية لترجماتهم وتفسير بعض الألفاظ القرآنية، مثل ما فعل >أربري< و>بلاشير< و>كزيمرسكي< و>بيرك<·
الملاحظة السابعة: تتناثر بعض الترجمات الجزئية إلى جانب الترجمات الكاملة للقرآن، مثل ترجمة المستشرق السويدي >سترستين< الذي ترجم فصولاً عدة من القرآن إلى الإسبانية ونشرها في مجلة العالم الشرقي سنة 1911م، وترجمة المستشرق الدنماركي >بول< الذي نقل أجزاء عدة من القرآن إلى الدنماركية أظهر فيها سعة واطلاع على الإسلام(27)·

الملاحظة الثامنة: صدور بعض الترجمات بأسماء مستعارة مثل الترجمة الإسبانية التي صدرت الطبعة الأولى منها بقلم OBB، وصدرت الطبعة الثانية بقلم JBB، وأخيراً صدرت في الطبعتين الثالثة والرابعة بقلم JBBO(28)·



الملاحظة العاشرة: أن الظاهرة الغالبة على الترجمات القرآنية، أن أصحابها كثيراً ما يصدرونها بالكلام عن تاريخ القرآن، ومصادره وموضوعاته وأحياناً بالكلام عن شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم، مثل ترجمة >بلاشير< و>إدوارد مونتيه<·
الملاحظة الحادية عشرة: أن الترجمات الأوروبية للقرآن الكريم، كانت من قبل مترجمين يحسنون اللغة التي ترجموا إليها أكثر من اللغة العربية، أو العكس، ولذلك كانت تلك الترجمات الأوروبية معرَّضة للخلل والنواقص الكثيرة·
الملاحظة الثانية عشرة: أن القرآن الكريم ترجم إلى أكثر من مئة لغة أوروبية تتوزع على الشكل التالي: 75 ترجمة إلى الإنكليزية، و24 ترجمة إلى الألمانية، و33 ترجمة إلى الفرنسية(29)·
الملاحظة الثالثة عشرة: إعادة نشر وطبع ترجمات معينة طبعات عدة، خصوصاً تلك التي سادتها الضغينة وكثر فيها التحريف·
والنتيجة ـ كما قال >لامينز< ـ >إننا لا نملك ترجمة جيدة للقرآن لا عيب فيها<(30)، بسبب أن المترجمين للقرآن الكريم:
1 ـ لم يحاولوا فهم القرآن قبل كل شيء من نصه، كما يقضي بذلك قانون علم التفسير، بل إنهم انزلقوا دون تريث في البحث عن معاني الألفاظ·
2 ـ لم يعنوا بمعاني الآيات ولا بمدلولات الألفاظ·
3 ـ لم يكونوا من المسيطرين على دقائق علم النحو ولا هم من المتمكنين من المجاز والاستعارة·
4 ـ عدم اعتنائهم بأسباب النزول·
5 ـ عدم اعتنائهم ببيان الأحكام الفقهية وغيرها من الأحكام الواردة في الآيات·
6 ـ عدم تعرضهم لبعض الأدوات الضرورية التي تساعد على فهم الآيات القرآنية كالنصوص الحديثية مثلاً·
وأخيراً، فإن ترجماتهم كانت حرة أكثر من اللازم، ما أدى كثيراً إلى انغلاق المعنى على القارئ بالإضافة إلى فقدانها لعنصر التأثير والجذب، يقول R.Aznaldez: >إن الترجمات الفرنسية كغيرها من الترجمات الأخرى للقرآن، مهما كانت نوعياتها وضبطها وقيمة أسلوبها، فإنها لا تؤثر في قلب غير المسلم، كما يؤثر القرآن وحده في قلب المتقين<(31)·



المراجع
1 ـ تفصيل آيات القرآن الكريم لـ>محمد فؤاد عبدالباقي<، ط الثانية 1969م، دار الكتاب العربي ـ بيروت ـ لبنان·
2 ـ الدراسات العربية والإسلامية في أوروبا للدكتور ميشال جحا، ط الأولى 1982م، معهد الإنماء العربي ـ بيروت ـ لبنان·
3 ـ مباحث في علوم القرآن للدكتور صبحي الصالح ـ ط الثانية عشرة يناير 1981م، دار العلم للملايين، بيروت ـ لبنان·
4 ـ المستشرقون لـ>نجيب العقيقي<، ط الرابعة، دار المعارف ـ القاهرة ـ مصر·
5 ـ المستشرقون وترجمة القرآن الكريم لـ>محمد صالح البنداق<، ط الثانية 1403هـ ـ 1983م، منشورات دار الآفاق الجديدة ـ بيروت ـ لبنان·
6 ـ المستشرقون والدراسات القرآنية للدكتور >محمد حسين علي الصغير<، ط الأولى 1403هـ ـ 1983م، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ـ بيروت ـ لبنان·
7 ـ موسوعة المستشرقين لعبدالرحمن بدوي، ط 1974م ـ دار العلم للملايين ـ بيروت ـ لبنان·
8 ـ Arnaldez, Roger: Le Coran guide la Lecteurm Dexlée, Paris 1983.
9 ـ Blachére, Regis: Le coran, زQue sais - jeس, Ed.2éme, Presses Universaire de France, Paris 1969.
10 ـ Chauvin, Victor: Bibliographie des Oeuvrages Arabes, Liége 1909.
11 ـ Kasimirski, Albert: Coran, Tome premier, Introducions et noes de G.H. Bousquet Fasquelles, Editeurs, Paris.
12 ـ Lammens, Henri: Lصislam croyanees et institutions, 3éme éd. Imp. Catholique, Beyrouth 1943.
13 ـ Montet, Edwads: Mahomet, Le Coran, Payot, Paris, 1944.
14 ـ pareja, F.M. (en laboration): Islamologie, Imprimerie catholique, Beyrouth 1957 - 1963.
15 ـ Encyclopadia Brianica, Eney. Brit. 1910 - 1911.
16 ـEncyclopedie de LصIslam, Nouvelle Ed.G.P. Maisonneuve - Larose, S.A, paris 1986.
17 ـ مجلة رسالة الجهاد، العدد 84 السنة الثامنة ـ جمادى الآخرة 1399هـ من وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ـ شهر يناير 1990م ـ طرابلس ـ ليبيا·
الهوامش
1 ـ >بيتر المحترم< (1092 ـ 1156م): راهب لاهوتي من رهبان >البندكية<، فرنسي، ولد في العام 1092م قرب Auvergne وسط فرنسا، نشأ في دير قريب من >سوكسيلانج< Sauxilanges تابع لدير >كلوني في سنة 1109م، التحق >بيتر< بعد ذلك بدير >فزليه< Vazelay وأقام فيه عشر سنوات، وفي سنة 1122م، عين رئيساً لدير >كلوني< لسعة اطلاعه، وفي فترة رئاسته للدير عمل على إصلاحه إصلاحاً واسعاً، وأداره وجماعة >كلوني< بحزم، لكن أهم وأكبر خدمة قدمها للدير وللمسيحية بعامة هي دعوته لترجمة القرآن إلى اللاتينية، توفي في 52 ديسمبر سنة 1156م· انظر >المستشرقون< لنجيب العقيقي، ج1، ص211، و>موسوعة المستشرقين< لعبدالرحمن بدوي، ص86·
2 ـ >روبرت أوف< تشستر< Robert of ehester أحد المكلفين من قبل >بيتر< المحترم بترجمة القرآن، ينسب >روبرت< إلى >تشستر< التي تلقى فيها العلم، دخل الرهبانية البندكية، ثم قصد الأندلس وعين أسقفاً على >بامبلونة< سنة 1143م، وتثقف بالثقافة العربية، ولا سيما بالعلوم الرياضية والفلكية منها، اختير مستشاراً لـ>صقلية<، حاول >بيتر< المحترم أن يصرفه هو و>هرمان< عن العلم، ولم يفلح في ذلك، حيث تابعا نشاطهما معاً في العلم، فترجما كتاب >الجبر والمقابلة< لـ>الخوارزمي< في خمسة فصول سنة 1135م، فكانت ترجمتهما له ولكتاب الكيمياء من بعده فاتحة العلوم المنظمة في أوروبا· تميز نشاط >روبرت< بترجمة كتب الكيمياء والفلك، وصنف رسائل عدة، وعاون على إدخال حساب المثلثات، انظر نجيب العقيقي، المرجع السابق، ج1، ص311·
3 ـ >الألمانوس هرمان الزلماطي< Hermann Alemanus (ت1172م): شارك إلى جانب >روبرت< في ترجمة القرآن إلى اللاتينية، تقلب في مناصب كنسية عدة رفيعة المستوى، حيث عين رئيساً لشماسة >سربا بيلونا<، ثم راعياً لكنيسة >شيني< (1141 ـ 1143م)، ثم أسقفاً على >أستورجه<· من أنشطته العلمية: نقل إصلاح >المجسطي للمجريطي< وعلم الأخلاق، وبعض الرسائل في الكيمياء، وصنف كتاب البلاغة والشعر لـ>أرسطو< مستفيداً من شرح >الفارابي< وتلخيص ابن >رشد< للشعر· انظر: نجيب العقيقي، المرجع السابق، ج1، ص113 ـ 114·
4 ـ المستشرقون وترجمة القرآن الكريم لـ>محمد صالح البنداق، ص95·
5 ـ نجيب العقيقي، المرجع السابق، ج1، ص113·
6 ـ kasimirski. Coran. Tome premiére.p.28.
7 ـ Islamologie. p. 618.
8 ـ George Sale. the Coran. p. VII
9 ـ R. Blachére. Le Coran زQue sais - jeس. p.9.
10 ـ Encyclopaedia Britannica, P.480.
11 ـ J.D. Person. Al. Kuran. Eneyclopedie de LصIslam. p.434.
12 ـ Islamologie. p. 618.
13 ـ H.Lammens. L\Islam croyanees et Institutions. p.54.
14 ـ انظر: المسستشرقون والدراسات القرآنية محمد حسين علي الصغير، ص 50·
51 ـ J.D Pearson. Al-Koran.p .434.
16 ـ E.montet, Mahomet le Coran. P. 56.
17 ـ Kasimirski. Coran. Tome Premier. p. 28.
18 ـ E.Movtet. Mohaomet le coran.p556. 19 ـ تفصيل آيات القرآن الكريم لـ>محمد فؤاد عبدالباقي<، مقدمة الطبعة الثانية، ص8·
20 ـ مباحث في علوم القرآن، ص771·
12 ـ Islamologie. P. 618.
22 ـ حوار مع المستشرق >جاك بيرك<، ص 85، مجلة رسالة الجهاد، العدد 48، السنة الثامنة، يناير 1990م·
23 ـ Kasimirski. Coran. Tome premier. p. 28.
24 ـ Abid.
25 ـ انظر: الدراسات العربية والإسلامية في أوروبا لـ>ميشال جحا<، ص 218، وص259·
26 ـ V. Chauvin. Bibliographie des oeuvrages Arabes. V.x.p. 248.
27 ـ محمد حسين علي الصغير المرجع لاسابق، ص35·
28 ـ محمد صالح البنداق، المرجع السابق، ص 105 ـ 106·
29 ـ ميشال جحا، المرجع السابق، ص 258·
30 ـ H. Lammens, IصIslam croyamces et Institutions. p. 54.
31 ـ R. Arnaldez, Le Coran guide la lecture. p.137


دموع القمر غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:37 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
All Rights Reserved Alhjaz forums © 2006 - 2020