منتديات الحجاز الثقافية  

 


استرجاع كلمة المرور طلب كود تفعيل العضوية تفعيل العضوية
العودة   منتديات الحجاز الثقافية ( ثقافية - تاريخية - أجتماعية ) - alhjaz forums of cultural > منتديات الحجاز الإسلامية - Alhjaz Islamic Forums > الثقافة الإسلامية وفق أهل السنة و الجماعة > التاريخ الإسلامي

الملاحظات

التاريخ الإسلامي تشمل المدن والآثار التاريخية مساجد بيوت أدوات حرب ممالك وقادة وحكام وصور وغيرها

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-03-2013, 05:27 PM   #1
دموع القمر
.:: حجازي برونزي ::.
 
الصورة الرمزية دموع القمر
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
المشاركات: 450
معدل تقييم المستوى: 12
دموع القمر ممتاز
افتراضي استخدام آيات القرآن في العمران

استخدام آيات القرآن في العمران
أ.د. يحيى حسن وزيري

تدل كل الشواهد التاريخية والعملية على أنه لم توجد أمة على وجه الأرض قد احتفت بكتابها المقدس مثلما فعل المسلمون، فالأمة الاسلامية احتفت بالقرآن الكريم، قراءة وحفظا، تدبرا وتفسيرا وتطبيقا، كما لم تفعل أي أمة مع كتابها المقدس.
ويتجلى ذلك في حرص المسلمين على تحفيظ أبنائهم كتاب الله منذ نعومة أظفارهم، وفي حرص العلماء على تدبره وفهم معانيه، فتعددت التفاسير القرآنية على مر تاريخ الأمة الاسلامية.

أما من الناحية الفنية، فلقد انعكس ذلك أيضا في الاهتمام بالمصحف نفسه، كتابة وزخرفة وتلوينا، ويقرر عالم الآثار الفرنسي «أوليج جرابار» والذي تخصص في دراسة الآثار الاسلامية، أنه وجد اتجاهين لتزيين وتجميل المصحف نفسه، وهما(1):
1- تنوع أساليب الكتابة.
2-اضافة زخارف صغيرة عادة تجريدية أو نباتية، داخل النص الأساسي أو الهوامش.
ففي بعض النماذج عناوين كبيرة توضع بين السور، وبعضا منها اكتسب تصميمات زخرفية، كما أنه في نموذج آخر مجموعة من الصفحات استعملت عقودا وأخرى لمحات معمارية، ربما تشير لأماكن صلاة الى جانب التصميمات الهندسية والنباتية.
وفي عصر المماليك والإلخانيين أو النصوص المتأخرة، فإن الخراطيش cartouches وعنوان كل سورة فصلت بطريقة درامية عن النص، بينما في النصوص الأولى كانت أكثر تراكبا وقربًا من بعضها، كما أن التزيين كان عن طريق الاختلافات في الحجم أيضا.
كما وجدت نسخ قليلة ولكنها ضخمة من المصاحف كما في العصر التيموري، والتي كانت تحتاج لكراسي مصاحف خاصة لكي يمكن استعمالها، وكانت صفحاتها لا يمكن أن تقرأ وتقلب في آن واحد.
أما عن استخدام الآيات القرآنية في العمران والبنيان، فقد لاحظ المتخصصون في مجال الآثار والعمارة الاسلامية أن معظم الكتابات الزخرفية في تلك العمائر، عبارة عن اقتباسات من القرآن والتي غالبا ما تحمل دلالة على وظيفة المباني التي استخدمت في تزيينها وزخرفتها.
وفي دراسة هامة للباحثتين «اريكا دود» بالاشتراك مع شيرين خيرالله، نشرت عام 1969م تحت عنوان: «صورة الكلمة»، تم توضيح المقدمات التاريخية والنفسية خلف وجود الكتابات القرآنية في العمائر الاسلامية، والتي تركزت أساسا لمنع أو الحد من الصور الدينية المسيحية أو الوثنية، فالتيار الأساسي للحضارة الاسلامية استبدل الصور بالكلمات بغرض التزيين والتذكير بكلمات الله سبحانه وتعالى في آن واحد.
ان الكتابات المزخرفة للقرآن استعملت مبكرا في العهد الأموي، مرتبطة بعهد الخليفة عبدالملك بن مروان والذي جعل اللغة العربية هي لغة الادارة، واستعملت كنقش في سك العملة، وكانت الآية الأساسية التي استعملت كصيغة قياسية لآلاف وآلاف العملات هي قوله تعالى: {هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون} (التوبة: 33) ويطلق عليها آية الرسالة، وفي الحقيقة يلاحظ أن استخدام آيات أخرى غير هذه الآية كان نادرا في هذا الصدد.
إن تأكيد الحقيقة السياسية والدينية للآية التي اختيرت كنقش على العملات، يمكن توضيحه بسهولة على أساس أن سك العملة استخدم على مستوى العالم وقتها، ومنافسا للنقوشات الفضية أو الذهبية للبيزنطيين.
كما أنه بالنسبة للموازين والأختام التي استعملت داخل الدولة الاسلامية، استخدمت الآية القرآنية التالية كزخرفة: {أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين} (الشعراء: 181) وذلك تبعا لدراسة «ميلز».
ان من أوائل نماذج استخدام الاقتباسات القرآنية في المباني يظهر في قبة الصخرة بالقدس (72 هجرية)، حيث يمتد 240 مترا من النقوش الكتابية الأموية في جانبي الجزء المثمن تحت القبة من الداخل والخارج، ويعطي أمثلة من تلك الكتابات القرآنية ومن أهمها تلك الآيات التي تتحدث عن المسيحية، والتي تتناسب مع مدينة كانت في ذلك الوقت مركزا تعبديا رئيسيا للمسيحية، ومن أمثلة تلك الكتابات قوله تعالى: {يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق انما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته...} (النساء: من الآية 171).
اقتباسات أخرى بقبة الصخرة استخدمت تجميعات مختلفة من بعض الآيات القرآنية والتي تتناسب مع الغرض الأخروي (الديني) والتبشيري للمبنى، مثل آية الكرسي (الآية 255 من سورة البقرة)، وسورة الاسراء وغيرها(2).
لقد تم استخدام الآيات القرآنية بعد ذلك على نطاق واسع في المساجد الاسلامية، بحيث لا يكاد يخلو أي مسجد منها، وبخاصة في محاريب وقباب المساجد أو على أماكن مختارة من حوائطها، كما احتوت العديد من مداخل وقاعات المنازل الاسلامية على بعض الآيات القرآنية أيضا، حيث أصبحت تلك الاقتباسات القرآنية جزءا لا يتجزأ من تلك العمائر وأسلوبا أساسيا لتزيينها وزخرفتها.
وفي العصر الحديث ومع تطور الفكر المعماري، رصدت محاولات معمارية لاستخدام شكل المصحف نفسه أو بعض صفحاته في مقترحات لتصميم بعض مباني المساجد نفسها، وكنموذج شهير لذلك المقترح التصميمي المقدم من المعماري المسلم «باسل البياتي» لتصميم واجهة مسجد على هيئة عقود ضخمة على شكل كتب مفتوحة تمثل القرآن، على الطريق السريع لمدينة الرياض(3).
ونموذج تصميمي آخر يتمثل في محراب مسجد الملك فيصل، في «اسلام أباد» العاصمة الباكستانية، حيث قام النحات الباكستاني «جلجي» بتصميم محراب المسجد بفكرة جديدة ومبتكرة على هيئة قرآن مفتوح.
وسواء كانت تلك الأفكار السابقة ناجحة أم لا من الناحية الفنية، فهذه التطويرات تحدد بوضوح أن المستقبل سوف يشهد تجارب أكثر، لاستعمال القرآن ككتاب أو مصدر للاقتباس، لتعزيز العمارة وخاصة عمارة المساجد لإرسال رسائل دينية وايديولوجية.
ومن المحاولات الهامة في مجال استخدام الآيات القرآنية في الأبراج السكنية المعاصرة، ما قام به كاتب المقال من استخدام العديد من الآيات القرآنية في مداخل برج أرابيسك بمنطقة مصر الجديدة بالقاهرة، وكذلك كتابة الآيات القرآنية وأسماء الله الحسنى على حوائط سلم هذا البرج بكامل طوابقه الاثني عشر، وكل ذلك تذكير بكلمات الوحي الإلهي المقدس، وتجميل وزخرفة لهذا البرج السكني من الداخل.
أكاديمي مغربي
دموع القمر غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:46 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
All Rights Reserved Alhjaz forums © 2006 - 2020