![]() |
![]() |
![]() |
#1 |
Owner Alhjaz Forums
Abu Abdallah ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() تاريخ التسجيل: Mar 2006
الدولة: Al-MaDiNaH
المشاركات: 13,964
معدل تقييم المستوى: 200 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
.:: الصحة النفسية والصحة الجسمية ::.
script type="text/javascript">
الصحة النفسية
يلاحظ كل منا في عصرنا المتطور زيادة واضحة في المشكلات التي تواجه أو تعترض الأفراد ، والاضطرابات التي تصيبهم ، سواء كانوا في مرحلة الطفولة أم كانوا فيما بعدها من مراحل المراهقة والشباب والشيخوخة ، سواء أكانوا داخل مؤسسة للتعليم ، أم كانوا خارجها في ميدان الحياة الواسع 0 والظاهر في هذه المشكلات والاضطرابات أنها لا ترجع إلى نوع واحد ، والظاهر فيها كذلك أنها لا تقف دائما عند حدود ضيقة من التعقيد والخطر ، وكذلك تتفاوت في الأثار التي تخلفها في حياة الأفراد والشخصية ، وحياة أسرهم وأترابهم ومجتمعهم ، وحيث أننا بصدد الحديث عن الصحة النفسية ، وأن انتشار الأمراض النفسية والمشكلات النفسية في الوقت الحاضر أكثر من ذي قبل ، فلنبدأ نتحدث عن الصحة والمرض بصفة عامة ثم سأتعرض وأذكر عدة تعاريف للصحة النفسية 0 معنى الصحة والمرض : الصحة والمرض درجات متباينة تختلف في الدوام والشدة ، وتتباين من شخص لآخر ، والصحة هي إحدى متع الحياة ، بينما المرض من عوامل شقاء الحياة وقساوتها 0 وليس الصحة Health مجرد خلو الجسم من المرض والاضطراب ، ولكنها يتكامل فيها الشعور بالكفاية والسعادة الجسمية والنفسية والاجتماعية 0 إنها حالة من التوافق التام بين الوظائف البدنية والنفسية المختلفة ، والقدرة على مواجهة الصعوبات مع الإحساس الإيجابي بالنشاط والحيوية 0 والصحة باعتبارها الخلو من المرض مع السلامة من كل علة في شعور نفسي بالسعادة هي إحدى متع الحياة وأهدافها المرحلية المتجددة 0 تعريف منظمة الصحة العالمية World Health Organization ( WHO ) للصحة : هي حالة State من الرفاهة والسعادة Well-being والكفاية الجسمية والنفسية والاجتماعية التامة ، وليست مجرد غياب المرض أو العجز أو الضعف 0 معنى المرض : المرض Disease هو عكس الصحة ، ويُعرف طبياً بأنه أي شرط أو وضع Position Condition جسمي غير سوي 0 إن الاضطراب Disorder هو خلو النظام أو تعطيل له يحدث حالا ، ويؤدي إلى خلل في النظام وسيره الطبيعي 0 إن المرض أو الاضطراب هو : مجموعة أعراض Symptoms وعلامات Signs ( كضغط الدم وارتفاع درجة الحرارة ، والغثيان ، الإقياء والدوخة ) تجتمع معا لتكون ما يُسمى متلازمة Syndrome أو تناذر ، هذه المتلازمة أو التناذر لاجتماع الأعراض معا نطلق عليها اسم مرض أو اضطراب بعد فحصها وتشخيصها 0 الصحة والمرض على خط متصل : إن الصحة والمرض ليست مفاهيم منفصلة ، ولكنها متداخلة بحيث نتحدث عن درجات متفاوتة من الصحة والمرض 0 ويرى أرون أنتو فسكي أن معظم الناس ينظرون إلى الصحة والمرض على أنهما نهايات وأطراف عبر متصل Continuum وأن الناس يقعون في درجات على هذين الطرفين وعبر هذا الخط المتصل 0 ويعني ذلك أن الصحة والمرض حالات نسبية تتوزع بشكل كمي على هذا المتصل ولكل فرد درجة ومركز عليه 0 إن الانتقال من المركز ( النقطة الحيادية ) إلى اليسار يعبر عن حالة متزايدة من تدهور الصحة وازدياد الأعراض والمرض 0 في حين التحرك باتجاه اليمين يعبر عن ازدياد درجة الصحة ويمكننا أن ندفع الشخص إلى مزيد من الصحة عن طريق برامج التوعية والتربية والوقاية والنمو المتكامل ( وهذا ما يركز عليه المنهج الوقائي Preventive والمنهج الإنمائي Devlopmental ) 0 أما المنهج الذي نتبعه في تخفيف الأعراض عند الشخص والتخلص من المرض وإبعاده عن التوجه نحو اليسار فهو المنهج العلاجي Remedial الصحة الجسمية والصحة النفسية : كل شخص منا قد عانى من الألم خلال حياته ، سواء آلام في الظهر أو صداع أو مغص أو أي ألم آخر ، وتعود الناس منذ القدم الاهتمام بصحة أبدانهم ، وهذا الاهتمام يتزايد يوما بعد يوم 0 وبالرغم من ذلك ولكن نلتقي ونواجه في حياتنا ، القلق ، والمنطوي ، والبائس ، والمتردد ، ونشكو مما يصدر من الأطفال والمراهقين من انحرافات وأنواع أخرى من السلوك ، ونسمع ونقرأ عن كثير من الاضطرابات النفسية 0 وأسباب الأمراض الجسمية يمكن اكتشافها وعلاجها ، وقد اهتم الناس منذ القدم بالجانب العضوي للصحة لأنه بالامكان قياسه واكتشافه والتعامل معه بدقة وموضوعية على العكس من الجانب النفسي للصحة ، حيث لا يخضع لمثل هذه الدقة في القياس 0 وبسبب ذلك حقق الطب تقدما كبيرا في فهم أسباب الأمراض الجسمية 0 إلا أن الصحة النفسية لم تلقى مثل هذا الاهتمام حتى وقت متأخر ، حين تطورت ميادين علم النفس واتبع المنهج العلمي والإحصائي ، والمقاييس النفسية لدراسة السلوك بأشكاله المختلفة وخاصة الاضطرابات النفسية وعلاجها 0 معنى الصحة الجسمية : Physical Health تُعرف الصحة الجسمية بأنها : التوافق التام بين الوظائف الجسمية المختلفة ، مع القدرة على مواجهة الصعوبات والتغيرات المحيطة بالإنسان ، والإحساس الإيجابي بالنشاط والقوة والحيوية 0 إذا حللنا هذا التعريف يتبين لنا أن الشخص الذي يتمتع بالصحة الجسمية لا بد أن تتوافر فيه السمات التالية : 1ـ السمة الأولى : التوافق التام بين الوظائف الجسمية المختلفة 0 أي أن يقوم كل عضو في الجسم بوظيفته بطريقة سليمة تخدم حاجة الأعضاء الأخرى دون زيادة أو نقصان 0 فعندما يقوم كل من الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي ، والبولي ، والقلب والدوراني بدوره بصوره سليمة في الجسم ، أدى هذا إلى صحة الجسم وقوته 0 وكل عضو من هذه الأعضاء يخدم العضو الآخر 0 وهذا هو المقصود بالتوافق بين الوظائف الجسمية 0 أما إذا قام أحد الأعضاء بنشاط أكبر أو أقل مما يتطلبه دوره 0 فسيؤدي هذا إلى المرض 0 فلو قام الجهاز البولي بنشاط أقل مثلا ، سيجعل الجسم غير متمكن من التخلص من الفضلات ، فيصاب بالمرض 0 ولو عجز الجهاز التنفسي عن القيام بدوره السوي ، أثر ذلك على نقاء الدم في الدورة الدموية ، ولو انخفض نشاط الغدة الدرقية أو زاد عن الحد الطبيعي الذي يحتاجه الجسم ، فإنه سيؤدي إلى اضطرابات متنوعة 0 وهكذا فإن التناسق الوظيفي والمتكامل Integration التام بين الوظائف الجسمية يعني أن تعمل جميعها متعاونة متفاعلة لصالح الجسم كله 0 2ـ السمة الثانية : هي قدرة الجسم على مواجهة الصعوبات العادية المحيطة به ، وقدرته على مقاومة التغيرات المألوفة مثل حرارة الجو مثلا ، مقاومة الأمراض ( المناعة ) 0 والتكيف مع أنواع الأغذية 0 إن أساليب التوافق الجسمي لهذه التغيرات كثيرة ومعروفة مثل : ارتفاع درجة حرارة الجسم حين المرض ( وهذا إنذار للفرد للإسراع بالمعالجة ) 0 أو هجوم كريات الدم البيضاء على جرثومة ما من أجل حماية الجسم ، وكثرة إفراز العرق عند ارتفاع درجة الحرارة لتعيد للجسم تنظيم درجة حرارته 0 3ـ السمة الثالثة للصحة البدنية : هي الشعور بالنشاط والقوة والحيوية ، وهذه السمة مرتبطة بدرجة وثيقة بالسمتين السابقتين 0 فلا يمكن للشخص أن يكون متمتعا بالصحة الجسمية إذا لم يكن هناك توافق بين وظائف أعضائه وأجهزته الجسمية ، ولم يكن قادرا على مواجهة التغيرات أو الصعوبات العادية التي يتعرض لها الجسم 0 معنى الصحة النفسية النفسية : Mental Health هناك علاقة بين الصحة الجسمية والصحة النفسية وهي علاقة وثيقة ، فتعريف الصحة النفسية هو تعريف الصحة الجسمية نفسه ، مع إبدال كلمة ( نفسية ) بكلمة ( جسمية ) ، فالصحة النفسية هي : التوافق التام بين الوظائف النفسية المختلفة ، مع القدرة على مواجهة الأزمات والصعوبات العادية المحيطة بالإنسان ، والإحساس الإيجابي بالنشاط والسعادة والرضا 0 وهذا يعني أن الشخص الذي يتمتع بالصحة النفسية لا بد من توافر السمات التالية فيه : 1ـ التوافق التام بين وظائفه الجسمية المختلفة : أي أن يكون هناك انسجام وتوافق بين كل وظيفة نفسية والوظائف الأخرى بحيث تخدم عملها دون زيادة أو نقصان 0 والوظائف النفسية هي : المقومات المعرفية العقلية ( إدراك ـ انتباه ـ تجريد ـ تخيل ـ تفكير ) والانفعالية ( سلوك اجتماعي وصداقات ، وتعاون ، واتجاهات ) 0 فالانسجام إذا يكون بين هذه المكونات جميعها في شخصيته ، بين ذاته المثالية وذاته الواقعية ، بين قدراته أو إمكاناته ، ومستوى طموحه ، بين حاجاته أو رغبته واتجاهاته 0 فإذا كان مستوى طموحه أعلى من قدرته أو كانت الفجوة كبيرة بين ذاته المثالية ( التي يرغب أن يكون ) وذاته الواقعية ، أو كان خوفا من مثير ما زائد أو أقل عن الحد الطبيعي الذي يتطلبه المثير أو الموقف ، أو كانت ذاكرته أقل أو أكثر من المعتاد عند الإنسان السوي 0 فإن هذه الحالات تؤدي إلى خلل في الصحة النفسية وتزيد من الاضطرابات النفسية 0 2ـ قدرة الفرد على مواجهة الأزمات والصعوبات العادية المختلفة التي يمر بها : وهي كثيرة جدا هذه الأزمات والضغوطات التي يمر بها الإنسان وخاصة في هذا العصر الذي سُمي ( عصر القلق ) فالشخص المتمتع بالصحة النفسية هو القادر على مواجهة ضغوطات الحياة وأزماتها وحلها بصورة واقعية مثمرة ، وليس أن يتهرب منها 0 3ـ الإحساس بالسعادة والرضا والحيوية : والمقصود بذلك : أن يكون الفرد متمتعا بعلاقاته مع الآخرين ، راضيا عن نفسه ، وسعيدا وليس متذمرا كارها لها 0 ويرتبط هذا الشعور بالسمتين السابقتين 0 فلا يمكن للفرد أن يكون سعيدا وراضيا ، إلاّ إذا كان هناك توافق بين وظائفه النفسية ، وقادرا على مواجهة الأزمات والصعوبات التي يمر بها 0 معايير الصحة النفسية : هناك أربعة محكات أساسية نستطيع الاعتماد عليها في الحكم على تحقق الصحة النفسية ووجودها ، وهي :ـ 1ـ الخلو من الاضطراب النفسي The absence of disorder : وهو المعيار الأول الضروري لتوافر الصحة النفسية 0 ولكن مجرد غياب المرض النفسي لا يعني توافر الصحة النفسية ، لأن هناك معايير وشروط أخرى يجب توافرها ( هي الثلاث التالية ) 0 2ـ التكيف بأبعاده وأشكاله المختلفة : التكيف النفسي الذاتي Psychological Adaptation من حيث التوفيق بين الحاجات والدوافع والتحكم بها وحل صراعاتها 0 والتكيف الاجتماعي Social Adaptation بأشكاله المختلفة ، المدرسي ، والمهني ، والزواجي ، والأسري 0 3ـ تفاعل الشخص مع محيطه الداخلي والخارجي ( الإدراك الصحيح للواقع ) : ويتداخل هذا المعيار مع سابقه ، لأن عملية التكيف تجري حين يتفاعل الشخص مع بيئته الداخلية والخارجية 0 فالتفاعل مع المحيط الداخلي يتضمن : ــ فهم الشخص ذاته ومعرفة قدراته ودوافعه واتجاهاته 0 والعمل على تنميتها وتطويرها وتحقيقها 0 أما التفاعل مع المحيط الخارجي فيتضمن : فهم الواقع وشروطه ( ومتغيرات البيئة وظروفها ) ، والعمل على التوافق معه لإبعاد الخطر عن الذات وتعديل السلوك ليحدث الانسجام المطلوب ، وأخيرا العمل المنتج خلال سعي الفرد لتحقيق ذاته 0
__________________
![]() [ وما من كاتبٍ إلا سَيُفنى* * * ويُبقِي الدَهرُ ما كَتبَت يداه فلا تكتُب بكفكَ غير شيءٍ * * * يَسُرَكَ في القيامةِ أن تراه |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
Owner Alhjaz Forums
Abu Abdallah ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() تاريخ التسجيل: Mar 2006
الدولة: Al-MaDiNaH
المشاركات: 13,964
معدل تقييم المستوى: 200 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() script type="text/javascript">
4ـ تكامل الشخصية Personality Integration : والتكامل بالمعنى العام هو انسجام الوحدات الصغيرة في وحدة أكبر ، أي اندماج عناصر متمايزة لما بينها من علاقات ، ويُقصد بتكامل الشخصية ( التناسق والتكامل ضمن وحدة الشخصية كما في التعريف ) هو : انتظام مقوماتها ، وسماتها المختلفة وائتلافها في صيغة وخضوع هذه المكونات والسمات لهذه الصيغة 0 فالشخصية المتكاملة هي الشخصية السوية ( دليل الصحة النفسية ) ، أما تفكك الشخصية وعدم تكاملها فهي الشخصية المضطربة ( دليل اختلال الصحة النفسية ) 0
ومن شروط تكامل الشخصية : 1ـ ائتلاف سماتها ومقوماتها بحيث لا تشذ أو تنفصل واحدة عن غيرها ، ومن دلائل عدم الائتلاف : أ ـ الخوف الشديد من أمور عادية 0 ب ـ الإفراط في الإتكالية 0 ج ـ المراعاة الشديدة للدقة وللنظام 0 د ـ القلق المستمر 0 2ـ خلو الشخصية من الصراعات النفسية 0 3ـ تناسق الدوافع 0 علامات الصحة النفسية ومظاهرها : المقصود بعلامات الصحة النفسية ومظاهرها ، أشكال السلوك التي يقوم بها الشخص ويعبر وجودها عن درجة صحته النفسية وتكيفه 0 ما هي هذه العلامات والمظاهر ؟ هناك إجابات عديدة على هذا السؤال بعضها ناتج عن دراسات تجريبية ، وبعضها الآخر من الممارسة العيادية والعلاجية 0 ولكن جميع علماء الصحة النفسية يتفقون على المظاهر والعلامات التالية : 1ـ التكيف بأشكاله المختلفة : النفسي والبيولوجي ، والاجتماعي ( الزواجي ، والأسري ، المدرسي ، المهني 0 2ـ الشعور بالسعادة مع الآخرين : ودليل ذلك ، حب الآخرين والثقة بهم واحترامهم ، وتكوين علاقات اجتماعية مُرضية ، والسعادة الأسرية ، والاستقلال الاجتماعي ، وتحمل المسؤولية 0 3ـ فهم الذات وتحققها : لكل فرد منا قدرات وامكانات وسمات معينة ، وعليه أن يعي هذه القدرات والسمات بصورة واقعية كما هي 0 وأن يُدرك نواحي القوة والضعف فيه بحيث يتيح له ذلك استثمار نواحي القوة وتقبل نواحي الضعف 0 إن من أهم مظاهر اختلال الصحة النفسية ووجود الاضطراب عدم معرفة الشخص لقدراته ، إمّا تضخيمها ، أو تبخيسها ( إمّا مبالغة في تقديرها أو التهوين من شأنها ) 0 فمن مظاهر الصحة النفسية تناسب وتجانس مستوى الطموح مع قدرات الفرد وإمكاناته الذاتية ، والعمل على استثمارها وتحقيقها عن قناعة ورضا 0 4ـ مواجهة مطالب الحياة وأزماتها وإحباطاتها : فالحياة لا تخلو من مطالب وصعوبات وأزمات يجب على الفرد مواجهتها والتغلب عليها 0 فكلما كان معدل تحمل الإحباط عاليا ، كان ذلك دليلا على درجة عالية من الصحة النفسية 0 5ـ النجاح في العمل : إن نجاح الفرد في عمله ورضاه عنه دليل توافر الصحة النفسية ومظاهر ذلك : رضا الفرد عن عمله ونجاحه فيه ، وميله له 0 ويركز علماء النفس المهني والصناعي على هذا الجانب من خلال الاهتمام بعمليتي الاختيار المهني والتوجيه المهني اللذين يهدفان إلى وضع الرجل المناسب في مكانه المناسب 0 6ـ الاتزان الانفعالي والحفاظ على مستوى مناسب من الحساسية الانفعالية : أي النضج الانفعالي ، وتكافئ انفعالات الشخص مع مثيراتها 0 فعندما يفرح أو يحزن يجب أن يتناسب ذلك المثير أو الموقف المفرح أو المحزن ومثيراته ، وأن لا يكون الانفعال جامدا متلبدا ، ولا جامحا أو مسيطرا ، فضلا عن التناسب بين نوع المثير أو الموقف والاستجابة الانفعالية المناسبة 0 أي إذا كان الموقف والمثير محزن أو مزعج يجب أن تكون الاستجابة الانفعالية حزنا أو انزعاجا 0 وإذا كان مفرحا يجب أن يستدعي عنده الفرح ويفرح 0 إن عدم التجانس أو الاتزان هذا من أهم مظاهر اختلال الصحة النفسية وهي من أهم مظاهر بعض الاضطرابات النفسية ، وخاصة الانفعالية الوجدانية منها 0 7ـ الإقبال على الحياة والمشاركة المناسبة في حياة المجتمع وتقدمه : فبما أن الفرد عضو في مجتمع ، فعليه أن يشارك ويعمل من أجله في أشكال من التعاون 0 يرافق ذلك الإقبال على الحياة والاستمتاع بالجمال 0 فمن علامات اعتلال الصحة النفسية أو اضطرابها الاحجام عن الحياة ، والتشاؤم واليأس ، كما في الاكتئاب مثلا 0 نسبية الصحة النفسية : الصحة النفسية : " حالة إيجابية دائمة نسبيا " 0 فهي نسبية إذن 0 وليست مطلقة أي ( إمّا أن تتحقق أو لا تتحقق ) ، بل إنها نشطة متحركة ونسبية وتتغير من فرد إلى آخر ، ومن وقت إلى آخر عند الفرد نفسه ، كما تتغير بتغير المجتمعات 0 وهذا هو المقصود بنسبيتها 0 1ـ نسبية الصحة النفسية من فرد إلى آخر : حيث يختلف الأفراد في درجة صحتهم النفسية ، كما يختلفون من حيث الطول والوزن والذكاء والقلق 0 فالصحة النفسية نسبية غير مطلقة ، ولا تخضع لقانون ( الكل أو لا شيء ) 0 فكمالها التام غير موجود ، وانتفاؤها الكلي غير موجود إلاّ قليلا جدا 0 فلا يوجد شخص كامل في صحته النفسية ، كما هو الحال في الصحة الجسمية 0 وأيضا لا يكاد يكون هناك شخص تنتفي لديه علامات الصحة النفسية ومظاهرها 0 فمن الممكن أن نجد بعض الجوانب السوية ( الإيجابية ) لدى أشد الناس اضطرابا 0 2ـ نسبية الصحة النفسية لدى الفرد الواحد من وقت إلى آخر : لا يوجد شخص يشعر في كل لحظة من لحظات حياته بالسعادة والسرور 0 كما أن الفرد الذي يشعر بالتعاسة والحزن طول حياته غير موجود أيضا 0 فالشخص يمر بمواقف سارة وأخرى غير سارة 0 وتستخدم الاختبارات والمقاييس النفسية لتحديد درجة الفرد ومركزه على بُعد متدرج Continuum ( سلم تقدير ذي بعدين ) ، الصحة النفسية مقابل الشذوذ ، ولكن يجب أن نذكر أن الشخص الذي يتمتع بدرجة مرتفعة من الصحة النفسية يتميز بأن لديه درجة مرتفعة من الثبات النسبي أيضا ، في حين أن الدرجة المنخفضة من الصحة النفسية تتميز بالتغير والتذبذب من وقت إلى آخر 0 3ـ نسبية الصحة النفسية تبعا لمراحل النمو : إن مفهوم السلوك السوي Normal Behavior الذي يدل على الصحة النفسية هو مفهوم نسبي أيضا مرتبط بمراحل النمو التي يمر بها الفرد 0 فقد يُعد سلوك ما سويا في مرحلة عمرية معينة مثل : ( رضاعة ثدي الأم حتى السنة الثانية ) ولكنه غير سوي إذا حدث إذا حدث في سن الخامسة 0 كما أن مص الإصبع سلوك سوي طبيعي في الأشهر الأولى من عمر الطفل ولكنه مشكلة سلوكية إذا حدث بعد السادسة ، ومثله أيضا التبول اللاإرادي فهو سلوك سوي في العام الأول ، ولكنه مشكلة سلوكية بعد الخامسة 00 وهكذا 0 4ـ نسبية الصحة النفسية تبعا لتغير الزمان : السلوك السوي الذي هو دليل الصحة النفسية ، يعتمد على الزمان أو الحقبة التاريخية الذي حدث فيه هذا السلوك 0 فقد كان اللص لا يعاقب في أسبارطة بل كل سلوكه هذا دليل ذكاء وفطنة 0وفي العصر الإسلامي ( وخاصة العباسي ) سوّغ بعضهم سرقة الكتب لأن الشخص إنما يسرق شيئا شريفا 0 فالحكم على السلوك الدال على الصحة النفسية يختلف إذن عبر العصور والأزمان 0 5ـ نسبية الصحة النفسية تبعا لتغير المجتمعات : لأن السلوك الذي يدل على الصحة النفسية يختلف باختلاف عادات وتقاليد المجتمعات 0 فهناك قبائل تربي أفرادها على سلوك الاعتداء والعنف ودحر الآخرين ، والكسب 0 في حين أن هناك قبائل تربي أفرادها على كظم الانفعال وإظهار التسامح 0 وعموما فالحكم على الصحة النفسية يختلف تبعا لعوامل : الزمان والمكان والمجتمعات ، ومراحل النمو عند الإنسان 0 ويجب أخذ كل هذه المتغيرات بعين الاعتبار عند إطلاقنا الحكم على الصحة النفسية 0 ولذلك نقول : إنها نسبية 0 النظرة الكمية والفروق الفردية في الصحة النفسية : من المتفق عليه أن الصحة النفسية تقابل الشذوذ والمرض النفسي أو سوء التكيف 0 والأفضل لنا أن ننظر إلى الصحة النفسية نظرة كمية 0 ونقول إنها تتوزع بدرجات على طول خط متصل أو ( بعد ) ( Dimension ) Continuum بحيث نتحدث عن درجة مرتفعة من الصحة النفسية على الطرف الأول ( الإيجابي ) ، ودرجة منخفضة منها على الطرف الثاني ( السلبي ) وأن هناك درجات مختلفة منها بين هذين الطرفين ، فالنظرة الكمية البعدية Dimensional للصحة النفسية تؤكد على التوزيع المستمر لجميع الحالات في تصنيف واحد ليس فيه ثغرات أو فواصل ، وهكذا فإن الدرجات المتوسطة تقع في المنتصف 0 والأفراد ذوو الدرجات المنخفضة جدا يقعون على أقصى قطب الشذوذ النفسي أو اعتلال الصحة النفسية ( السالب أقصى اليسار ) 0 أما ذوو الدرجات المرتفعة جدا ، فتكون في أقصى قطب الصحة النفسية ( الموجب على اليمين ) وهكذا تتحد درجات الأفراد وتوزعهم وفقا لفئات متدرجة مستمرة ، ويمكن تحديد ذلك باستخدام المقاييس والاختبارات النفسية 0 وهكذا فإن الصحة النفسية تتوزع وفقا للمنحنى الاعتدالي حيث أن 68% يقعون في المنتصف ، في حين أقصى اليمين يدل على درجة مرتفعة من الصحة النفسية ، وأقصى اليسار درجة مرتفعة من اعتلال الصحة النفسية أو الشذوذ والاضطراب 0 وبينهما فئات ( درجات متفاوتة ) تشير إلى مدى تكيف الفرد ودرجة صحته النفسية 0 من هنا نستطيع أن نقول : إن مستويات الصحة النفسية هي : 1ـ المستوى الراقي ( العالي : وهم أصحاب الأنا القوية والسلوك السوي والتكيف الجيد ، وهم الأفراد الذين يفهمون ذواتهم ويحققونها 0 وتبلغ نسبة هؤلاء 2،5% تقريبا ( يقعون على أقصى الطرف الإيجابي في البُعد والمنحنى الاعتدالي ) 0 2ـ المستوى فوق المتوسط : وهم أقل من المستوى السابق ، سلوكهم طبيعي وجيد ، ونسبتهم 13,5% تقريبا 0 3ـ المستوى العادي ( الطبيعي والمتوسط ) : وهم في موقع وسط بين الصحة النفسية المرتفعة والمنخفضة 0 لديهم جوانب قدرة وجوانب ضعف 0 يظهر أحدهما أحيانا مكانه للآخر أحيانا أخرى ، وتبلغ نسبتهم في المجتمع حوالي 6,8% 0 4ـ المستوى أقل من المتوسط : أدنى من السابقين من حيث مستوى صحتهم النفسية وأكثر ميلا للاضطراب وسوء التكيف ، فاشلون في فهم ذواتهم وتحقيقها 0 يقع في هذا المستوى أشكال الانحرافات النفسية والاضطرابات السلوكية غير الحادة 0 وتبلغ نسبة هؤلاء 13,5% تقريبا 0 5ـ المستوى المنخفض : ودرجتهم في الصحة النفسية قليلة جدا ، وعندهم أعلى درجة من الاضطرابات والشذوذ النفسي 0 إنهم يمثلون خطرا على أنفسهم وعلى الآخرين ، ويتطلبون العزل في مؤسسات خاصة ، وتبلغ نسبتهم 2,5% تقريبا 0
__________________
![]() [ وما من كاتبٍ إلا سَيُفنى* * * ويُبقِي الدَهرُ ما كَتبَت يداه فلا تكتُب بكفكَ غير شيءٍ * * * يَسُرَكَ في القيامةِ أن تراه |
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
أصدقاء الحجاز
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() تاريخ التسجيل: Mar 2006
الدولة: المدينة المنورة
المشاركات: 1,137
معدل تقييم المستوى: 22 ![]() |
![]() script type="text/javascript">
معلومات جميلة سيدي الماحي
سلمت الأيادي للمجهودات الرائعة ولاحرمنا حضوركم المميز تقديري لك
__________________
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
Owner Alhjaz Forums
Abu Abdallah ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() تاريخ التسجيل: Mar 2006
الدولة: Al-MaDiNaH
المشاركات: 13,964
معدل تقييم المستوى: 200 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() script type="text/javascript">
الله يسلمك أختي الشريفه .. لاعدمنا مرورك العطر ..
ونتمني الاستفاده لك وللجميع ان شاء الله .. اتمني لك دوام التوفيق والسعاده .. مع خالص تحياتي ،،،،
__________________
![]() [ وما من كاتبٍ إلا سَيُفنى* * * ويُبقِي الدَهرُ ما كَتبَت يداه فلا تكتُب بكفكَ غير شيءٍ * * * يَسُرَكَ في القيامةِ أن تراه |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|